المقالات

واشنطن  تتعهد لكن بشروط ،وبغداد قلقة!...

1436 2019-11-24

كندي الزهيري

 

على ما يبدو  ،ان أمريكان  اصبحوا  يتعاملون  مع العراق على المكشوف،  لو عدنا قليلا  إلى ما قبل المظاهرات  ،اي حين ذهب رئيس الوزراء  إلى الصين  ،وعقد معها عدة عقود  ،من ثم اتجهت بوصلة  العراق إلى الشرق الأقصى وروسيا  وألمانيا  بعيدا  عن المظلة  الأمريكية،  ولا يخفى  على  أحد أن هناك تسريبات  تتحدث  عن وعيد وتهديد  للحكومة  السيد "عادل عبد المهدي " ، بعد ذلك التوجه  نحو  العالم الجديد ،الخالي من اي دور  امريكي  فيه  .

هنا عملت على أثارت  المشاكل  وجعل الشارع  مطرب  ،وكما أكد الخبراء  والمحللين  السياسيين  ،ان امريكا  هي من تدير  المظاهرات  عبر  ناشطين  من المنظمات المجتمع  المدني  ،وعبر الصفحات   الممولة  ،

ليأتي  هذه المرة  التأكيد  من قبل الأمريكان  انفسهم  .حيث أعلنت  عن اجتماع في  اسطنبول برعاية امريكية لعدد كبير من الناشطين منسقي التظاهرات، وهو الاجتماع الثاني خلال أسبوع، الذي يسعى لتشكيل مجلس قيادة للتظاهرات، والخروج بوثيقة مطالب موحدة.

وتفيد المعلومات ان اجتماعات اسطنبول تواجه مشاكل عدة، في مقدمتها اعلان عدد من الناشطين المنسقين للتظاهرات مقاطعة الاجتماعات رافضين أي حضانة خارجية للتظاهرات، ويدعون لتحرير العراق من التبعية والوصاية.

كما أن هناك من عارض مشاركة شخصيات خارجية حددوها بالاسماء بسبب اتهامات مختلفة لها تتعلق بارتباطاتها السابقة او فسادها. بجانب ما شهده اجتماع الاسبوع الماضي من حساسيات ولغط بين المشاركين، فكل يبحث عن زعامة المشهد وتصدر واجهة الاجتماعات.

واليوم تأتي أمريكا  وتقول بالحرف الواحد لبغداد ، نحن فقط من يمكننا  إنهاء  الأزمة  لكن بشروطنا  ،

حيث كان ذلك من خلال الاتصال الاخير لوزير الخارجية الامريكي مايكل بومبيو برئيس وزراء العراق، ولقاءات السفير الامريكي ماثيو تولر مع عبد المهدي ورئيس الجمهورية وزعامات آخرين حملت جميعها تعهدات واشنطن بدعم الحكومة الحالية والسعي لتهدئة اوضاع العراق، والضغط أيضا على حلفائها الخليجيين" (السعودية والإمارات) "بهذا الاتجاه، وهذا يؤكد على تورط  دول الخليج  .

 الامريكان اشترطوا مقابل ذلك اجراء انتخابات مبكرة، وتعديل الدستور، ومصالحة وطنية تشمل عراقيين الخارج اي حزب البعث ، وخطوات جريئة بمكافحة الفساد تدعمها الخزانة الامريكية اي تكون الامريكا  الوصايا  على الأموال . والأهم من ذلك إعادة هيكلة القوات المسلحة، وحظر ونزع سلاح (الحشد الشعبي )، وأمور أخرى تتعلق بتوجهات الحكومة نحو الصين وروسيا وايران وسوريا.

بغداد غير مرتاحة اطلاقا للمطالب الامريكية، وتعتقد بقوة ان واشنطن بدأت تدرك فشل مخططها (الثوري) بالعراق، فالاقتتال الشيعي- الشيعي لم يحدث، وتوريط الحشد بالمواجهة لم ينجح، فيما نجحت المرجعية في تبني التظاهرات وسحب البساط، في وقت تمكنت قوى سياسية من احتواء الساحات ومحاصرة تحالفات الجوكر الامريكي.

الاعتقاد هو ان الأمر لا يتعدى (استراحة محارب) تترقب خلالها واشنطن فيما اذا ستسفر الانتخابات المبكرة عن تغيير كبير بموازين القوى السياسية العراقية يخرج حلفاء إيران من دائرة التأثير الاقوى بصنع القرار.. او تتاح لها فرصة أخرى لإعادة صنع الفوضى الخلاقة، ودفع الساسة العراقيين لقبول املاءاتها صاغرين، مع احتفاظها بورقة التقسيم تحت اليد.

بغداد تناور حاليا لايجاد تسويات لنقاط خلاف جوهرية كبيرة تعتقد انها تنتقص سيادتها، في وقت تواجه ضغوطا شعبية هائلة وليس من المتوقع ان تنتهي التظاهرات بوعود واصلاحات ترقيعيه، خاصة وان المرجعية العليا تبدو ماضية بقوة في مواجهة مصيرية حاسمة، وتدرك تماما إن أي تراجع بالثقة الشعبية بها يعني تصاعد الثقة بالجوكر الامريكي.

وهذا ما يريده  الأمريكي  لكي ينفذ  مشروعه  ،بعيدا  عن  المنقصات   ،مع حرصها  على انهاء  اي قوة  عقائدية  يمكنها  أن تشكل  خطر  على  امريكا  وحلفائها  ،

فهل الشعب يعي  من هو عدوه  ام لا زال  في سبات  الإعلام  ، كالقصبة  يميل  حيث ما مال الجوكر  الامريكي؟...

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك