كندي الزهيري
شهدت المنطقة العربية خلال الأعوام والعقود الماضية تغيرات كبيرة، اجتماعية واقتصادية وسياسية وتقسيمات على اساس طائفي او قومي ، مما سهل على إسرائيل مهمتها في مزيد من الاستيطان داخل أرض فلسطين (وضمنها القدس)بشكل خاص وخارج حدود فلسطين بشكل عام ، بينما فشل الفلسطينيون، ومن ورائهم العرب وجيوشهم ، في وقف الزحف الإسرائيلي. فالعصابات العبرية بفعل مقدراتها الاقتصادية والإعلامية والسياسية ودعم الغير محدود من امريكا ونفوذها داخل دوائر القرار في الدول الكبرى، باتت تتمتع بحضور ونفوذ غير قليلين أيضاً في أكثر مناطق آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا.
وقد كشف «اودير نيون»، الموظف السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن بعض الأهداف المستقبلية لإسرائيل عندما قال: «إن أهداف إسرائيل المستقبلية في المنطقة العربية هي: تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة، وتفتيت دولها عن طريق اللجوء إلى إذكاء النعرات الطائفية والعرقية وإشعال النزاعات الحدودية بين البلدان العربية والإسلامية ».
وقريب من هذا ما فعلته وتفعله الآن في أفريقيا لتحقيق مصالحها وزيادة تغلغلها هناك وفي اليمن وسوريا والعراق والبنان .
هناك جانب من الدور الخفي لإسرائيل في ما تشهده أفريقيا والمنطقة العربية من اضطرابات وعنف وصراعات طائفية، ومعظمها إسرائيلية الصنع بشكل مباشر ٠
وقد سبق للجنرال موشيه يعلون، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أن قال في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنه «لم يعد هناك شيء اسمه العالم العربي، ولم نعد نتكلم عن عالم عربي».
وكان بريجينسكي، مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيس الأميركي كارتر، قد قال هو أيضاً: «إن الشرق الأوسط في السنين القادمة سيتحول إلى كانتونات تضم جماعات عرقية ودينية مختلفة، وهذا سيسمح للكانتون الإسرائيلي بالعيش في المنطقة بأمان ».
هذا علاوة على دعوات من مراكز الأبحاث الغربية والإسرائيلية والعديد من المفكرين الإسرائيليين والأميركيين، لبلقنة العالم العربي عبر تشجيع الأعراق والطوائف والأقليات وزيادة إحساسها بالتمايز والمظلومية. وكان برنارد لويس أحد مروجي خطط التقسيم والتفتيت، ولعله كان واضحاً أشد الوضوح من خلال المخطط الذي قدمه عام 1985، والذي اقترح فيه سايكس بيكو جديدة، أي المزيد من تقسيم العرب، ونشر الفوضى في دولهم، ودعم المظاهرات الاحتجاجية فيها، واستدعاء وخلق جماعات جديدة تعتنق الإسلام السياسي، ومنع قيام أي نهضة صناعية عربية، والحيلولة دون توحيد الدول العربية.. كل ذلك ضماناً لتفوق إسرائيل على جميع الدول العربية منفردة ومجتمعة.
وفي الأعوام الأخيرة بدأ الوعي العربي يدرك أن العلاقة بين المشروعين الصهيوني والأمريكي علاقة قوية ؛ فهما معاً يسعيان لتفتيت المنطقة العربية، ولم يعد سراً أن إسرائيل وراء كثير من الصراعات والقلاقل التي تقع في بعض الدول العربية.
لكن لم تكن في العقلية اسرائيل، ان هناك جيل عقائدي واعي، سيحبط مخططاتهم ، وهذا الجيل هو الوحيد القادر على حفظ الامة العربية والاسلامية من الفتن الصهيونية العالمية ، ولا سبيل غير الاستمرار في المقاومة ،النابعة عن وعي كامل ،ومحصنة بشعوب المنطقة لا بالأنظمة الاستبدادية والعميلة ، هنا فقط نظمن نصرا في اي معركة مع الصهاينة....
https://telegram.me/buratha