اولا يجب فهم واقع الامة الحالي وما صارت اليه من نتيجة, بعد تمسك الغالبية بإرث عجيب يقدسوه بكل اختلافه وتناقضه.
لو نظرنا نظرة فاحصة للامة ولواقعها الحالي لوجدناها متناقضة بنسبة تصل الى 180 درجة! مثلا حول قضية التوحيد والتي هي اساس الايمان بالله, نجد بعض الفرق الاسلامية تؤمن باله له جسم! فئات واسعة من علماء وكتاب وجمهور يؤمنون ان لله عز وجل له عين ويستندون بالآية الكريمة (( فانك باعيينا)) – سورة الطور-48-, ويقولون بان الله عز وجل له رجل واحدة ويستندون لقول الرسول (ص): "يضع الرحمن رجله..." كما نقلته مصادرهم التي يعتقدون بصدقها الحتمي, فهم مجسمة كما هي عقيدة اليهود, وهذا الامر ليس سر بل تضج به كتبهم ومحاضراتهم المنقولة عبر الشاشات.
بالمقابل هناك فرق اسلامية لا تعتقد بالجسمانية استنادا الى الآية الكريمة (( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير)) – سورة الانعام – اية 103-, وانه سبحانه ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) – سورة الشورى- اية 11-, حيث يرفضون فكرة الجسمانية للخالق, ويعتبروها من افكار اليهود التي ادخلوها عبر جيش المنافقين, الذين استعانة بهم السلطة الاسلامية لتثبيت حكمها, وهؤلاء بثوا سمومهم حقدا ونكاية بالإسلام, ثم مع القرون تحول كلامهم وآرائهم الى دين يحرم مناقشته!
مع ان الفرقتين تؤمنان بالله والرسول وقبلتهما واحدة "الكعبة", لكن الاختلاف العقائدي كبيرا جدا, مثل من يؤمن بان الله عادل وان الله ليس بظلام للعبيد, وبين من يرى ان الله يجبر عبيده على المعصية! بل يخلق معاصيهم ويخلق جرائمهم وانحرافاتهم, ثم بعد ذلك يحاسبهم!
هكذا ترى ان الله ظالم متجبر عند بعض فرق اسلامية, وعادل حكيم عند فرق اسلامية اخرى.
وبين هذا الحدين تجد العشرات من الفرق التي تختلف عقائدها, والسؤال هنا: من يمثل الاسلام النقي الصافي؟ وما هو الميزان للتعرف على ذلك الاسلام النقي الصافي؟
الحقيقة ان القران الكريم والرسول الاعظم اوجدا قواعد مهمة للامة في تفضيل علي على سائر الصحابة, وفي الالزام باتباعه, والا تعرض المسلم لتيه لا يخرج منه, ونذكر هنا ثلاث قواعد رئيسية تبين اسباب تفضيل الامام علي على سائر الصحابة.
القاعدة الاولى: (علي مع الحق والحق مع علي)
هنا علينا الالتزام بتلك القواعد التي وضعها الرسول الخاتم (ص) للمسلمين لمعرفة الحق من الباطل, وهو الامام علي ميزان التفريق بين الحق والباطل, وحديث الرسول متفق عليه بين كل الفرق الاسلامية وترويه جميع الصحاح واهم نص فيه (علي مع الحق والحق مع علي), فلو عملت الامة على تطبيقه لتجاوزوا الفتن التي حصلت, ونذكر هنا مثلا عند حصول فتنة سقيفة بني ساعدة وتنافس فريقين على الخلافة, هم لو رجعوا لهذه القاعدة لزالت الفتنة.
كذلك في فتنة الجمل, كان سبب المعركة ان الامة لم تعمل بالميزان النبوي للتفريق بين الحق والباطل, لذلك كان الكثير يعتقد ان الوقوف لجانب طلحة والزبير وهما من اصحاب الرسول الاعظم ومعهم عائشة زوجة الرسول الخاتم, بالمقابل الطرف الاخر فيه علي وعمار وابو التيهان, لذلك اصابت الحيرة فئة واسعة من الامة, وظهر مبدأ الحياد, والذي كان نصرا للشر بطريقة ذكية, فلو عملت الامة بميزان الرسول لما حصل الاختلاف والفتن, ولاطفت نار الجمل, لكن الابتعاد عن القران وعن امر الرسول (ص) تسبب بالدم الذي سال.
القاعدة الثانية: (علي قسيم الجنة والنار)
من الاحاديث التي تتفق عليها الفرق الاسلامية وموجودة في بطون الكتب التي يعتبروها صحيحة لا كذب فيها, وهو الحديث النبوي ( علي قسيم الجنة والنار), هو قاعدة نبوية اخرى للمسلمين كي تحفظهم من التيه, وتجنبهم الانزلاق في الفتن, فمن يريد الجنة عليه ان يكون في موقف متفق مع نهج علي, ومن يخالف الامام علي سيكون مصيره الناس, لأنه وببساطة علي مع الحق, وغيره هم الباطل, فلو عمل اهل الشام بذلك لما وقعت صفين, ولازال حكم بني امية منذ البداية, لكن الامر هجرت القران ونصوص الرسول, لتسقط في اوهام زرعها معاوية وجيش من حفاظ الحديث الدجالون.
فانظر اخي المسلم اين تضع نفسك, انها قواعد نبوية متوفرة في كل كتاب الصحاح لجميع الفرق الاسلامية, نعم هناك من يعاند ويسعى لتحريف الكلام النبوي, فقط لحقده وحسده للأمام علي (ع), بل وصل الامر بالوهابية واتباع بن تيمية بتحريف الصحاح الاربعة في طبعاتها الجديدة, كي لا تنتبه الامة من غفلتها,
هكذا هي الحرب مستمرة ضد الامام علي منذ عهد ابو سفيان وامية وباقي اصنام قريش والى يومنا الحالي.
القاعدة الثالثة: ( وانفسنا وانفسكم)
اية المباهلة وقد اتفق المسلمون وكل صحاحهم على ان الآية (وانفسنا وانفسكم) نزلت في علي بن ابي طالب, وهي صريحة بتفضيل الامام علي (ع) على سائر المسلمين, ويمكن ان نفهم من خلالها اسباب وضع القواعد النبوية وبيان مكانة الامام علي للمسلمين, فالحق مع علي, وعلي قسيم الجنة والنار, ثم جاءت الآية لتحسم الامر للمسلمين بالقول ان علي هو نفس الرسول, الا النبوة, فلو كان هنالك وعي للامة لما تفرقت شيعا, لو التزمت بصريح الآية القرآنية وبالقواعد النبوية لما حصل ما حصل من فتن وانحراف عقائدي للامة.
هذه الآية كاشفة بوضوح مكانة الامام علي (ع) في الامة, ولو تنبه المسلمون الاوائل لها في يوم سقيفة بني ساعدة لما تنازعوا, ولسقطت مخططات اليهود وقريش, لكن الامة ضيعت تعاليم السماء ونصوص الرسول, لتقع في متاهة كبيرة الى اليوم يستمر الضياع فيها.
الختام:
ثلاث امور تحسم اسباب تفضيل الشيعة للأمام علي (ع) على سائر الصحابة, وهم انما يقومون بالالتزام بتعاليم الرسول الاعظم (ص) وتنفيذا لأمر القران الكريم, ومن يجد غير هذا فهو اما واهم او معاند.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha