عبد الحسين الظالمي
الديمقراطية كلمة لاتينية وتعني حكم الشعب لنفسه بواسطة ممثلين له يفوضهم الشعب ان يقومون مقام بما ينظم شؤون حياته لفترة زمنية محددة ، وهذا النظام له مقومات وشروط يجب توفرها حتى يمكن ان يؤدي الغاية والهدف الذي تم اختياره من اجلهما، ومن جملة الشروط المطلوبة، وعي شعبي عال وايمان بفكرة التداول السلمي للسلطة على ضوء ما تقرره صناديق الاقتراع بناء مؤسساتي رصين، دستور متفق عليه يؤمن بحاكميته كل المتنافسين.
لان اس وفكرة النظام الديمقراطي تعتمد على المنافسة الحرة المنضبطة في من يمثل طموحات الشعب وتطلعاته
ويبقى الحكم هو الشعب صاحب السلطة الحقيقية والصفة الشرعية الذي يمنحها لمن يراه افضل في تحقيق اهدافه وطموحاته وكل ما كان الشعب واعيا ومقدرا لمصالحه العاليا كلما كان اختياره لممثليه صحيحا ما يوديالى تنافس شديد لتحقيق تلك الاهداف والطموحات.
وعلى العكس من ذلك اذا كان الشعب هو اس المشكلة وهو باذر نواة بناء اعوج وغير صحيح من خلال اختيار ممثلين لا يقدرون اهمية النيابة والتمثيل وبالتالي سيكون وجودهم سببا للتخلف واثارة المشاكل والصراعات وبروز طبقات على حساب طبقات اخرى تعدم.
ومن هنا يصبح سلاح الديمقراطية موجه ضد الشعب ومصالحة العليا وذا لم يتدارك الشعب الخطا ويعالجه سوف يجر الى وحل التفتت والانقسام وقد يكون سببا لعودة نظام قد يكون الشعب ناضل وكافح من اجل تجاوزه.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل الشعب العراقي بمستوى من الوعي الذي يمكنه من انجاح هذا النوع من الانظمة على المستوى الجمعي كا شعب وعلى مستوى فردي الذي يكون نموذج للتمثيل والقيام بهذه المهمة ناهيك عن التركيبة الاجتماعية والجغرافية والنسيجية والادارية وحتى التاريخية؟ ، وهو الشعب الذي عاش فترة زمنية ليس بالقصيرة مسلوب الراي والحرية ومقهور عقائديا وسياسيا واجتماعيا وله مشاكل وتقاطعات بين طوائفه وبين جيرانه، وما ترتب من اثار مدمرة من خلال تعرضه لحروب مدمرة لم ينفك عقد واحد من اخر خمس عقود من عمره الا وخاض فيها حربا بدون ارادتة داخليا او خارجيا.
ونظرة بسيطة وحساب بسيط من عام ٧٠ ١٩ الى ٢٠١٧ تعرض العراق ما بين حرب وحصار وحرب اهلية من مجموع ٥٠ سنة منها ٣٥ سنة حرب او شبه حرب وقد يكون الحصار اسوء من الحرب من حيث الاثار التي تركها .
بعد كل تلك الاثار المدمرة وما تركته من تخلف على جميع مناحي الحياة سياسية واقتصادية واجتماعية ودمار بنى تحتية وامراض سلوكية واثار نفسية كامنة في الشخصية العراقية، فهل يمكن له ان يمارس لعبة النظام الديمقراطي بالشكل الذي يؤدي اهدافه وغايته ام ان الديمقراطية سوف تقوده للفوضى والدمار ؟
تجربة الستة عشر سنة الماضية تثبت ان الجواب منفي للأسف وحتى ما يجري اليوم من حراك شعبي يعتمد اسلوب من اساليب الديمقراطية وهو التظاهر ولااحتجاج هل سيؤسس لتجربة ناجحةام سيكون العكس ؟
هل اسلوب التظاهر والاحتجاج وسيلة لتحقيق اهداف ام غاية؟
وهل سيكون هذا الاسلوب على ضوء ما ذكر اعلاه من شروط سببا للصلاح ام سيكون سببا للفوضى والدمار ؟
طلما ان مشاكل العراق معقدة وحاجاتة كبيرة ومتنوعة فأي نظام سوف ياتي ان يستطع ان يلبي كل ما هو مطلوب ومع وجود اطماع داخلية وخارجية لا تريد للعراق ان يقف على قدميه وهذا يعني ان اسباب التظاهر والاحتجاج سوف تبقى قائمة ويمكن لاي طرف ان ينزل بها الى الشارع مع ما موجود من تخلف بالوعي وإدراك لما هو مطلوب .
فالنظرية والتنظير غير التطبيق والتنفيذ؛.لذلك نرى ان العراق سوف يعيش السنوات القادمة وربما حتى عام ٢٠٢٦ مضطربا اذ لم يتصالح مع نفسه ومع محيطه ويدرك ابناء العراق! ان العالم تحول الى قرية تتداخل فيها المصالح وتقاطع فيها النوايا والكل يبحث عن مصالحه هذه الحقيقة المرة اذا لم تدركها نخب هذا الوطن وقيادته الاجتماعية والدينية والسياسية والعمل على اعادة توجيه بوصلة الوعي بما يخدم الوطن كل الوطن ويعيد ترتيب الاوراق وفق المستحقات المطلوبة وخلاف ذلك سوف نمضي الى حتف دمارنا بايدينا وعندها سوف لم يندم علينا احد ...
https://telegram.me/buratha