عبد الحسين الظالمي
امريكا راعية الديمقراطية في العالم والمدافعة الشرسة من اجل ان تمارس الشعوب حقها في حريتها ومصدر قرارها . هذا ما تدعيه امريكا وهو السبب الظاهري الذي جاء بها عبر البحار والمحيطات لتخليص الشعب العراقي من نظام ديكتاتوري.
والسؤال هو هل فعلا امريكا كانت صادقة في ما تدعي ام ان ذلك مجرد باب من ابواب التدخل في شؤون الدول الاخرى التي لها فيها مصالح ؟ . المتابع الدقيق والمتفحص لسياسات امريكا في المنطقة والعالم يرى ان تلك السياسة تجري خلاف الادعاء الذي تتنباه امريكا و تتفاخر به فسلوكها العملي وسياستها على الارض تعاكس دعواها بالحرية والديمقراطية للشعوب التي تقصدها.
في كل الدول التي تدخلت فيها امريكا نراها تسلك سلوك معاكس فعلا لارادة ذلك الشعب ، ففي العراق مثلا؛ امريكا تدعي انها جاءت من اجل تخليص الشعب من نظام قمعي وإقامة نظام ديمقراطي ولكنها على العكس من ذلك، مع اول ايام دخولها العراق ارادت ان تفرض نظام ودستور على مقاس مصالحها وليس على مقاس الشعب وعندما وقفت في وجهها المرجعية وطالبت بان يكون العراقيين هم من يقرروا مصيرهم ويكتبون دستور بلادهم ويختارون نظامهم حتى قيل حينها ( ان السيد السيستاني اكثر ديمقراطية من المسؤولين الامريكان) وما تلا ذلك يؤكد نوايا امريكا في العراق فقد تعاملت مع الواقع العراقي باسلوب الفرض والهيمنة وزرع القنابل المتفجرة في كل خطوة في مسيرة العراقيين حتى وصل الدور الى درجة انها تدعم اكبر تنظيم ارهابي ضد نظام تدعي امريكا انه ديمقراطي ساهمت هي في وجوده.
وعندما فشلت في ذلك ، غيرت الخطة الى دعم وتدريب مجاميع ومنظمات سمتها ديمقراطية ولكن في واقع التصرفات والافعال تشير الى العكس من ذلك حتى اصبحنا نسمع ونرى الامريكان يدعمون علنا اساليب في ظاهرها ديمقراطي وفي باطنها فرض الرأي والأسلوب وقهر الاخر ففي الوقت التي تدعم التظاهر كوسيلة من وسائل الديمقراطية تحاول حرفها الى الحرق والتدمير والسحل ونصب المشانق وأصبح دعاة المدنية يجاهرون بكل صلافة الى ذلك فيما نرى افعال تناقض الاقوال بدءا من تخوين والتجريم والتفسيق والاتهام الجمعي واشاعة الفوضى والتدخل المباشر من كبار المسؤولين الامريكان في الشأن العراقي.
فهي تحارب فساد المسؤولين في العراق وهي تحاول الابتزاز العلني للمسؤولين العراقين بل لقادة دول بفرض الاتاوات عليهم وتطالب علنا حصة من ثروات تلك الشعوب بحجة الحماية او الوصاية، ناهيك اننا اصبحنا نسمع ونرى افعال عند بعض من دربتهم امريكا تفوق حتى ما تقوم به الدول الدكتاتورية فهي اما تشجع على الحرق والدمار او تغض النظر عن السلوك الاجرامي فيما تصرخ عندما ترى فعلا يمس من تدعمهم بل تعتبر ذلك مساس بالديمقراطية وكان الحرق والقتل وتعطيل مصالح الناس وتعطيل التعليم وحرق المتاجر ومنع تصدير النفط من ادوات الديمقراطية
في الوقت الذي تحاسب وتعاقب اي مواطن امريكي بأقصى العقوبات لو مارس فعلا من هذه الافعال كتعبير عن الراي او الاحتجاج والغريب في الموضوع اننا اخذنا نرى افعال في الواقع تعكس تصرفات اعتى الانظمة الديكتاتورية في العالم لذلك اخذنا نرى سياسة اعلامية تحاول فرض الراي بالقوة والخوف والترهيب على الاخر
فهل هذه الممارسات تقود الى بناء نظام ياخذ بيد الشعب المتعب والمنهك من الحروب والديكتاتورية واثارهما الى بر الامان والتطور سؤال يجب ان يطرح على الجميع وخصوصا النخب وعلى ابنائنا المتظاهرين السلمين لنرى الى اين نحن سائرون ؟هل سوف نبني نظام نتجاوز فيه اخفاقات الماضي ام اننا امام مرحلة تتبدل بها مواقع اقطاب الصراع وفق مصالحهم وتصفية حسابتهم ونحن من يكون الخاسر الاكبر ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha