المقالات

(مظلومية ) دماء الحشد وثورة العشرين وعلي الوردي


محمود الهاشمي

 

 

قبل ان نخوض في موضوع الاعتداء الاميركي على قوات الحشد الشعبي ،في منطقة القائم يوم امس ،نود ان نسأل :- القوات الاميركية قد غادرت  ارض العراق عام ٢٠١١ وفق  اتفاقية بين البلدين  ،فمن الذي أعادها ؟

هذا السؤال تم توجيهه للسيد حيدر العبادي يوم كان رئيساً للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة فلم يجب عنه ،وأعيد السؤال على السيد عادل عبد المهدي فأجاب انها من زمن حيدر العبادي !!

اللجنة الامنية في مجلس النواب  يؤكدون ان مجيء هذه القوات التي كان عددها ثلاثة الاف ثم صعدت الى خمسة الاف ووصل عددها الان (١٢)الفا!! ليس قانونياً

هذه القوات سجلت منذ ان عادت ثانية الى العراق (٤٦) اعتداءً على قواتنا الامنية (الجيش الشرطة والحشد ) وادعت انها وقعت  ب(الخطأ)!!

حاول نواب كثيرون ان يصدروا قرارا من مجلس النواب بأخراجها لكن هناك من عارض ذلك بشدة وخاصة (،،،) .

القوات الاميركية التي انسحبت من سوريا ايضاً استقرت في غرب وشمال العراق ،والسيد عادل عبد المهدي وقيادة الأركان أكدوا انها دخلت دون إذن من الحكومة العراقية .!!

الاميركان من جهتهم أكدوا انها تتواجد بدعوة من الحكومة العراقية !!

ترامب عندما زار قاعدة (عين الأسد ) أكد من داخلها (نحن هنا لمراقبة التحركات الايرانية )!

الدستور العراقي فيه مادة تؤكد (لايجوز لأي قوات اجنبية على ارض العراق ان تستخدم الأراضي العراقية لمهاجمة دولة أخرى )!

عدد القوات العراقية مليون وثلاثمائة الف منتسب ،بمختلف الصنوف والعناوين ،وهو رقم يتجاوز كثيرا حاجة العراق وفقا للمعاير العامة التي تعتمد عدد السكان ومساحة البلد ،ويؤكد المختصون ان اعلى رقم لبلد مثل بلدنا يصل (٤٥٠) الفِ منتسب فيما اذا كانت هنالك تحديات أمنية !!

ونسأل ؛- اذا كان لدينا مثل هذا العدد الكبير فما الحاجة لقوات اجنبية ؟

هذا العدد إما انهم فعلًا (فضائيون ) او (وهميون) أو مسميات أخرى ؟

هذا العدد يكلف الميزانية (٢٠)مليار فقط كرواتب من غير التسليح والتأهيل وغيرها !!

قوات الحشد الشعبي هي قوات نظامية عسكرية عراقية ،تم التصويت على انها جزء من المنظومة الامنية العراقية في مجلس النواب وبالإجماع وصدر قانون في ذلك ،ولم يثبت انهم خالفوا القانون او تجاوزوا حدود صلاحياتهم ،ووجودهم في منطقة القائم حددته قيادة الأركان.

على افتراض ان المعسكر الاميركي في كركوك قد تعرض الى هجوم (مجهول) وعلى افتراض ان القوات الاميركية جاءت بدعوة عراقية ،لكن هل يجوز للقوات الاميركية ان تثأر لنفسها بنفسها والحكومة العراقية مجرد (خروعة خضرة)؟ اليس من الأصول مفاتحة السلطة العراقية لمحاسبة الجهة التي قامت بالعمل

ام ان اميركا هي (الخصم والحكم)؟

وإذا ما احست قوات الحشد او سواها من القوات  انها لاتملك حكومة تدافع عنها ،

أليس من حقها ان تثأر لنفسها ؟

بالقدر الذي تفترض فيه القوات الاميركية انها يحق لها مالايحق لغيرها نذكّر  انها خسرت (٥٠٠)مقاتل و(٤٤)الف جريح ومعوق وفقا للإحصائيات الاميركية خلال معركتها مع فصائل المقاومة ،وهذا الأمر قد يتكرر لان العراقيين لايقبلون ان تهان سيادة بلدهم وتنتهك،وهم مازالوا قادرين مواجهة من يتحدى ارادتهم.

ان استشهاد هذه الثلة من ابناء وطننا على أيدي القوات الاميركية أدمى ذلك قلوبنا وأبكى عيوننا صغارًا وكبارًا .

هذه النخبة المجاهدة المرابطة على حدود البلد دافعت وحررت الأرض والعرض مستجيبة لنداء الله والوطن .

لقد اختلط دمهم الطاهر بتراب الوطن ليرسم الحدود بالدم ويسجل تاريخًا من الصبر والمظلومية والمقاومة البطلة ..

ان من يراهن على امريكا سيخسر الرهان ،لان هذه الدولة في طريقها الى الانسحاب من المنطقة ،وأفضل ما فيها انها تترك (عملاءها) طعماً لسمك القرش !!

يقول ترامب (لم تعد منطقة الشرق الأوسط من اولوياتنا ) وأكد ( الخطر هناك في المحيط الهادي حيث الصين ))

وعلينا ان نؤمن ان مجرد الرضا في  قبول قوات اجنبية على ارض الوطن خيانة .

يقول زهير بن ابي سلمى (ومن لم يذدْ عن حوضه بسلاحه .،يهدم ومن لايظلم الناس يظلمِ)وقبل ان نختم نذكّر بما قاله  الدكتور علي الوردي في الجزء السادس من كتابه (لمحات  اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ص١١) بعد ثورة العشرين (بعد وصول البرسي كوكس الى العراق عام ١٩٢١ استقبلته ثلة من المناهضين للثورة بينهم حمدي الباچچي الذي تلا كلمة بالمناسبة قال فيها ( يؤسفني جدًا حماقات  الرجال العرب الى ازعاج الامة البريطانية في مهمتها المشرفة ) وقال ايضا (ان الحركة الحالية -ثورة العشرين - ليست عربية خالصة إنما هي حركة يختلط بها عنصر اجنبي -ايران- كان من المؤسف ناجحا في الشهرة والثروة والدماء العربية لمنفعته الخاصة من اجل إضعاف مركز بريطانيا ) سبحان الله حتى هذه الثورة التي مدعاة فخرنا أرادوا ان تجير الى (ايران )وما اقرب الامس من اليوم .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك