كندي الزهيري
اعتمد الاعلام بعد ٢٠٠٣ ،على كذب وتزيف الحقائق ، وتظليل الناس وتحويل البوصلة، نحوا عدو صنعة الماكنة الاعلامية للمحور الشر، والعجيب التفاعل مع هكذا أكذوبة ،والكل يعلم بأنهم يكذبون مع ذلك يصدقون اي"النقيض ونفسه ".
ما حدث في الشهر الثلاثة الماضية ،من مجريات ومعطيات، اعطت صورة واضحة على حجم المؤامرة الخارجية، وتغلغل في العقول الشباب، وكيف اصبح الشاب (ينسخ ويلصق) اخبار واكاذيب تلك القنوت على المواقع التواصل الاجتماعية، من دون تدبر او فكر او تحليل للكلام المنشور المأخوذ من قنوات الفتن.
فتحول ذلك الشاب إلى اله مبرمجة ،لكل ما تطرح تلك القنوات من سموم ،لا بل اصبح فاقد لكل شيء ،كنما أعمى لكن بعينين وعقل مبرمج.
في اليوم الذي تم حرق السفارة الايرانية ،رأينا المواقع التواصل الاجتماعية ترحب بذلك ،وعند حرق مقام السيد محمد باقر الحكيم، نفس الترحيب ،وعند ضرب الحشد الشعبي من قبل الأمريكان لم نجد كلمة واحدة تدين هذا لعمل، لكن عندما تم حرق السفارة الأمريكية في بغداد ،رأينا العجائب منهم ،كيف دخلوا؟ هؤلاء إيرانيين، هذه حرب ايرانية ليس لنا علاقة بها؟ وغيرها .
والأعجب تلك القنوات المحسوبة على الشيعة، تعاطفت مع السفارة بشكل او بآخر، وتلك الزعامات اصبحت تنادي بوجوب حماية البعثات الدبلوماسية! في حين لم نرى تصريح واحد يطالب بحماية السفارة الايرانية ،من هؤلاء الساسة.
ربما ضارة نافعة، ما حدث مع السفارة بين لنا رؤوس امريكا في العراق، وضعف الطبقة السياسية العراقية والاعلام العراق
وتامرها، وكيف تباكت تلك الشخصيات وقنواتهم وانصارهم في المواقع التواصل الاجتماعية.
كل هذا الحجم من التآمر جعل العراق ينزف لسنوات طويلة، فكان داعش في المنطقة الخضراء وليس على الحدود او الجبال،
ان انهاء التواجد الأمريكي سيساعد على انهاء عملائها في العراق ، وقتل المروجين لفكرها وإعادة البوصلة نحوا الطريق الصحيح وهذا يتطلب وجود إعلام قوي ونفسي مؤثر وبشكل مكثف، بعيدا عن التنظير .
ان الاعلام الذي يجب أن يواجه اعلام الشر، يجب أن تتوفر به الشروط التالية:
1_ ان الخطوة الأولى ولاهم (الاصعب) ،كسب ثقة المواطن بقنواته الوطنية ،بحيث تكون هي المصدر الأساسي للخبر بنسبة للمواطن،
٢- جهد مكثف لتعرية الاعلام المضاد ،وكشف الاعيبه امام الجمهور ،من خلال برامج تبثها القنوات الوطنية
٣- كشف الصفحات الممولة والتابعة الأصحاب السفارات ،امنيا واعلامين لكونها صفحات الإثارة الفتن ومحاسبة من يديرها وفق القانون.
٤- متابعة حركة القنوات في الداخل وطريقة عملها وكيف تدير الشارع.
اما بشأن المواقع التواصل الاجتماعية وطرائق محاربة الشائعات المنتشرة بها ، يكون بعدة طرق منها واهما:
١_الأولى بعدم منح الفرصة لإثارة الجدل والنقاشات الداعمة للمعلومات المضللة، والثانية بأن تتضمن رسائل التصحيح معلومات مفصلة وجديدة دون الاكتفاء بمجرد تكذيب المعلومة المضللة، والثالثة إشراك الجمهور في مكافحة المعلومات المضلِّلة ونشر الوعي.
٢_إن الحسابات الإخبارية لا ينبغي أن تعيد بث المعلومات المضللة ولا تكرارها، ولا مناقشة حجج وأفكار داعمة لها؛ إذ إن ذلك يساعد في بناء بيئة داعمة للتضليل".
٣-مواجهة التضليل يجب أن تتضمن تقديم معلومات وأدلة جديدة دون الاكتفاء بوصم المعلومات الأولى" بعدم الصحة"؛ إذ تقل احتمالات قبول الناس لرسائل التصحيح إذا جرت بوضع لافتة "غير صحيح" على تلك المعلومات دون مواجهتها بدليل جديد".
٤-من المفيد أن يكون الجمهور جزءًا من عملية توليد الحجج المضادة للتضليل، كما يجب على المؤسسات التعليمية تعزيز حالة من "التشكك الصحي"، فيما تضطلع وسائل الإعلام -وكذلك صانعو القرار- بتشجيع الجمهور على الانخراط في "مشاركة مفعمة بالأفكار"، مثل كتابة التعقيبات وتوجيه الأسئلة وإدارة المحادثات.
٥_اظهرت دراسة غرف صدى الصوت"، والذي تقصد به تلك المجتمعات التي تحمل سمة موحدة ويتفاعل أعضاؤها المتوافقون بعضهم مع بعض فيما اعتبره الباحثون نوعًا من القبلية الرقمية، وأسفر التحليل عن أن مستهلكي المحتوى العلمي كانوا أكثر تفاعلاً مع رسائل التصحيح، فيما حقق الفريق الآخر معدل تفاعل أقل أعقبه معدل مرتفع من التعقيب وإبداء الإعجاب في المنشورات التآمرية.
ان الثقافة الإعلامية تشدد على أن توفير بيئة عمل إعلامية تتسم بالشفافية وإتاحة المعلومات من مصادرها الموثوقة، إضافةً إلى التركيز على مفاهيم التربية الإعلامية التي تعتمد على تنمية وعي مستخدمي الإعلام في التعامل مع مصادر المعلومات وفي تقييمها، يُعَدُّ من أهم عناصر مكافحة انتشار المعلومات المضللة، وهنا يأتي دور مراكز الإعلام الوطنية .
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha