عدنان فرج الساعدي
شرحنا في الحلقة الاولى والثانية مكانة الصين الإقتصادية، والأسباب التي تدعوها الى الإتجاه نحو العراق. الآن سنشرح، إنضمام العراق الى مبادرة(حزام واحد ، طريق واحد)، التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جي بينغ عام 2013.
أفضل طريقة لشرح هذه المبادرة هي أن نفهم لماذا تعارضها أميركا!، ولماذا اعتبرتها تهديداً لأمنها القومي؟.
الصين لديها زبائن دائميين في الشرق الأوسط وأوروبا. لكنها ادركت أن ضعف البنى التحتية في البلدان المنتشرة على طول الطريق من الصين الىى زبائنها إنما يعيق فعلياً نهر الصناعات الصينية المتدفق. وبالتالي، فإن من(مصلحة)الصين ان تبني بنى تحتية في هذه البلدان كي تساعدها على نمو إقتصادي معتدل، ينعكس بالنهاية على المزيد من المشتريات من السوق الصينية.
يعني، لو كانت هذه البلدان ستبقى بلا بنى تحتية قوية ونامية، فإن مبيعات الصين وشراكاتها ستؤل الى الإنخفاض بدلاً من الإرتفاع. وبالتالي، ستكون عرضة للاضطرابات السياسية، التي ستنتهي بتدخل الولايات المتحدة(المنافس الإقتصادي الاكبر للصين)، في تشكيل حكومات هذه الدول. وستشكلها الولايات المتحدة وفقاً لرغباتها، اي بعيداً عن التعاون مع الصين.
لهذا، فإن من مصلحة بيكين أن يكون جوار الطريق، والحزام البحري المنطلق منها، كله يمر ببلدان تحقق نمواً إقتصادياً حقيقياً.
هذه المبادرة تضم اليوم 68 دولة، و150 منظمة إقتصادية عالمية. وهي تحقق تبادل بيني تجاري أعلى بـ 40% مما تحققه بالتبادل مع البلدان(خارج) المبادرة.
موّلت الصين بناء محطّات كهربائية في 38 بلداً ضمن المبادرة. كما افتتحت 140 مصنعاً للفحم الحجري، في آسيا. بعد أن كفّ الناس عن استخدام هذا الوقود، فقط لأن أوروبا والولايات المتحدة غادروه
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha