قاسم العبودي
بعد أنقطاع دام أكثر من ثمان سنوات , أطل السيد الخامنه آي على الأمة الأسلامية بخطاب قل نظيره في المنطقة .
ليس من عادة الأمام الخامنه آي أن يكون أمام جمعة طهران , وذلك لوجـود من يقوم مقامه , بأداء الخطبتين وأداء فريضة يوم الجمعة المباركة . ألا في حالة وجود ما هو أهم مما يقوم به الوكيل بالأنابة .
فما هـو الشيء المهم الذي حصل , وجعـل الأمام الخـامنه آي يتصدى لخطبة الجمعـة ويـؤوم مصليها الذين قدمو من أرجاء أيران كلها ؟؟
ذهب كثير من المحللين السياسين والمتابعين للشأن الأيراني على أن أستشهاد الحاجين سليماني والمهندس هما الحدث الأهم . وهو فعلا حدث فاق كل التوقعات , وهو الأبرز على مستوى تداعيات الشرق الأوسط بأكمله . وتصوروا أن تصدي السيد الخامنه آي لأمامة الجمعة بسبب ذلك .
لكن بأعتقادي أن السيد تصدر المشهد السياسي في الأزمة الأخيرة التي رافقت أستشهاد الحاج سليماني ورفيق دربه الحاج ابي مهدي المهندس , ولا داعي للعوده مره أخرى, علما انه أفاض بكل ما جادت به روحه الساميه .
الموضوع الأهم بأعتقادي هو الخطبة العربية التي ألقاها من خلال منبر الجمعة , وخاطب بها الشعوب العربية وحكوماتها .
لقد عادت مره أخرى الجمهورية الأسلامية لفتح ذراعيها للشعوب العربية التي أوغل حــكامها في العـمالة للأجنبي المستـكبر. لقد رسم السـيد الخامنه آي خـارطة طـريق لتـلك الشعـــــــوب المستضعفه التي باتت تحت نير الظالمين . لقد أعلن قائــد المقــاومة الأسلامــية رؤيته لرســم خارطة الطريق الذي يجب أن يتخذ , في مقارعة الطواغيت .
لقد مرر السيد القائد , رسائل لحكام الولايات المتحدة , بأن الضربة الأيرانية للقواعد الأمريكية ماهي ألا البداية التي سوف يعـقبها ضربات أخرى وليس بالضرورة تـكون عسـكرية , لربـما ضربات من نوع آخر قد لا يتوقعها العدو .
أوصل السيد القائد رسالته الى الشعـوب العربية بأن نهاية الأستكبارالعالمي في منطقة الشرق الأوسط على وشك النهاية , لذا عليهم الأستعداد للمرحلة المقـبلة بكل تـفاصيـلـها . لـذا رسائل بهكذا حجم ومسؤولية , لا تبلغ ألا من سيد القوم وعليتهم .
لقد روجت وسائل الأعلام القذرة في الفتره الأخيره بأن هناك أنكسار لدى سيد المقاومة وقائدها , بسبب أستشهاد القائدين سليـماني والمهندس , فأراد أن يبعث بنفسه رسالة الى العالم أجمع , بأن دماء المهندس وسليماني , هي الشرارة التي سوف تقدح زناد خروج الأمريكان من المنطقة . ولا أنكسار أو وجل , لأن الثورة الأسلامية وقادتها قادرون على أكمال مسيرة المقاومة حتى الرمق الأخير .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha