المقالات

لماذا فشلت ديمقراطية امريكا في العراق؟!

1444 2020-02-16

مهدي المولى

 

لا شك ان تحرير العراق   على يد القوات الدولية بقيادة  القوات الأمريكية كان يوم انعطافة تاريخية ومرحلة تحول في مسيرة العراق والعراقيين  حيث انتقل العراقيون من مرحلة العبودية الى مرحلة الحرية من حكم الفرد الواحد الحزب الواحدة العائلة الواحدة الى  حكم الشعب كل الشعب الى التعددية الفكرية والسياسية الى حكم الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية

 المعروف ان العراق تأسس في عام1921 على باطل  والذين يتحملون المسئولية هم بعض رجال الدين وشيوخ العشائر الشيعية  لجهلهم وأنانيتهم  وتخلفهم الفكري ساهموا في بناء عراق  على باطل  من خلال ما سموها بثورة العشرين والمفروض ان تسمى جريمة العشرين التي لا زلنا ندفع ثمنها من ذبح وتهجير واسر واغتصاب الى الآن والى زمن قادم  وكلما حاول العراقيون الأحرار من   تهديم  عراق الباطل وبناء عراق الحق  اي عراق العدل والمساواة  الذي  يضمن للجميع المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والفكر  الضحية هم   شيعة العراق الذين يمثلون أكثر من 75 بالمائة  من نسبة  نفوس العراق حيث يتهمون بالخيانة والعمالة  ويذبحون ويهجرون ويعتقلون

وهكذا عاش الشيعة في العراق  مواطنين من الدرجة الرابعة الخامسة العاشرة  حسب رغبة العائلة الحاكمة الحاكم فكان صدام ينظر  لهم مجموعة منحرفة لا تملك شرف ولا غيرة ولا يثق بهم حتى لو تنازلوا عن شرفهم عن كرامتهم عن مقدساتهم محرم عليهم الدراسة في الكليات العسكرية والأمنية الا أذا تنازلوا عن كرامتهم عن شرفهم واقروا  أنهم  عبيد  أقنان لصدام و افراد عائلته وأبناء عشيرته المقربين منه وكان يستخدمهم ككلاب صيد لاصطياد   وافتراس العراقيين الأحرار

 لا شك ان يوم 9 نيسان 2003 يوم التحرر من العبودية في هذا اليوم شعر العراقي انه عراقي انه  انسان حر   أصبح حر العقل  المؤسف  نحن العراقيون بشكل عام دون مستوى هذه الحرية والتعددية  فخرجنا جميعا وفق مستوياتنا الفكرية  ووفق مصالحنا الخاصة ومنافعنا الذاتية لا من مصلحة الشعب ومنفعته مما  أدى الى تضارب تلك المصالح والمنافع   وكانت النتيجة فشل الديمقراطية والتعددية في العراق

لا شك ان امريكا تتحمل فشل الديمقراطية  لان امريكا ليست جمعية خيرية ولا تبحث عن الجنة ولا تريد الاجر امريكا تاجرة وتبحث عن الكسب والربح   ليس الا وما ترفع من شعارات  بأسم الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الرأي انها وسيلة لتحقيق الكسب والربح فقط والدليل علاقتها بال سعود وال نهيان وال خليفة من اكثر العوائل المنتهكة لأبسط قيم ومبادئ الانسان والتي لا تعترف  بالانسان ولا حقوقه ومع ذلك انها تدعمها وتحميها وتدافع عنها لأنها بقر حلوب تدر دولارات حسب طلب امريكا وفي الوقت الذي ترغب فيه

وهذا يعني ان الادارة الامريكية لا تتخلى عن حماية هذه العوائل مهما كان  أجرامها ووحشيتها وانتهاكها لحقوق الانسان طالما   ضرعها مستمر في الدر  متى ما يجف ضرعها  عند ذلك تتخلى عنها أمريكا وهذه الحقيقة اعترف بها الرئيس الامريكي ترامب عندما قال أمام سلمان الخرف وأبنه الأحمق محمد   ( البقرة التي يجف ضرعها ماذا يفعل بها صاحبها) فسكتا ولم يجبا  فقال ترامب  أنا سأقول ماذا يفعل بها ( سيقوم بذبحها) فرد سلمان الخرف (  أنشاء الله لم ولن يجف ضرعها)

 السبب الثاني في فشل الديمقراطية في العراق  وفتح الباب   أمام القوى الظلامية الدكتاتورية الشوفينية العنصرية الطائفية الصدامية الداعشية  الكثير من قادة الشيعة فهؤلاء انطلقوا من منطلقات شخصية مصلحية منفعية خاصة بهم وبمن حولهم  بعيدين كل البعد عن مصلحة العراق والعراقيين وحتى عن مصلحة الشيعة    فكانوا وراء كل ما حدث في العراق من فساد وارهاب وسوء خدمات    والدليل انهم لم يتفقوا على خطة عمل لم يتفقوا على برنامج ابدا بل كل مجموعة مهمتها   نشر غسيل الثانية  والحط من شانها  وكل مجموعة تحاول معارضة الثانية وحتى اذا اتفقوا على هدف  لا تطول مدة هذا الاتفاق فاذا اتفقت هذه المجموعة على شخص ما على خطة ما  فالمجموعة الأخرى ترفضه لا لشيء الا لأن تلك المجموعة اختارته وهكذا منذ تحرير العراق في 2003 حتى الآن  لم ينتج شي في صالح الشعب والوطن وخاصة في المناطق الشيعية من سامراء  حتى الفاو بل تسير الأمور من سيء الى الأكثر سوءا

واذا وجدنا هناك عراق وفيه بعض معالم الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية بسبب وجود المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الامام السيستاني الذي امتاز بالحكمة والشجاعة والذي انطلق من مصلحة العراقيين جميعا ومن منفعة العراق كل العراق   لهذا التف حوله كل العراقيين من مختلف الاديان والطوائف والقواميات والمحافظات

لهذا أملنا في نجاح العملية السياسية السلمية  وبناء العراق الديمقراطي التعددي   في حكمة وشجاعة الامام السيستاني وكل من حوله فعلا وعملا  لا كلاما وتبجحا

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك