حافظ آل بشارة
بين الحين والآخر تنشر اخبار عن تبني السفارة الامريكية والقنصليات دورات تدريب واعداد للشباب الشيعة ، ويقال ان اغلب قادة التظاهرات الحالية هم من اؤلئك الشباب ويوجد شباب آخرون اصبحت ثقافتهم اكثر انفتاحا وبلا محاذير او حدود .
السؤال الذي يتبادر للذهن هل ان القنصلية او السفارة تقوم بهذا العمل باتفاق مع السلطات العراقية؟ وهل هناك تنسيق مع وزارات معينة؟ فتثقيف الشباب ملف سيادي وله علاقة باستقلال البلد وتنميته الثقافية ومضمونها واولوياتها . الحكومة لا تتحدث عن الموضوع ، بل هناك نقطة ضعف كبيرة وهي عجز الحكومة منذ التغيير وحتى الآن عن تنفيذ تنمية ثقافية شاملة للشباب ، فهم يشعرون بفراغ حقيقي مع البطالة والفقر ويتفاعلون مع اي مبادرة لتطوير قدراتهم ومهاراتهم ودورهم وان كانت مبادرة خارجية ، حاليا بدأ هذا النهج يعطي نتائج مقلقة لأن التظاهرات السلمية هي الوسيلة المشروعة لهذا الشعب المعذب للمطالبة بحقوقه ، لكن لماذا يحدث الخلط بين المطالب الحقوقية والثوابت الثقافية؟ فمن حق المظلومين ان يهاجموا الفساد والفاسدين والفشل والظلم ويطالبوا بالتغيير ، ولكن لماذا يجري استهداف واسقاط العقائد المقدسة والدين والقيم الثابتة والرموز الحضارية للشعب ومقومات الهوية الوطنية والدينية مع انها ليست هي سبب الكارثة بالعكس فان عدم التزام الطبقة السياسية بالدين والقيم الاخلاقية وتوجيهات المرجعية والدستور والقانون هو الذي ادى الى هذا الفساد والفشل ، تلك القيم المقدسة هي مقومات الاصلاح والثورة في كل أمة فلماذا تجري الاساءة لها ؟ هل هو جهل ام موجة غضب ام سلوك مقصود سلفا؟ سيكون الموقف اكثر خطرا عندما يتوقع بعض المراقبين بأن هذا الحراك الشبابي سوف يسفر عن تشكيل احزاب هدفها الوصول الى السلطة مستقبلا ، الأمر الذي يثير اسئلة عن الاطار العقائدي لهذه الاحزاب الجديدة وكيف ستتعامل مع الرأي الآخر والمخالف وثوابت الدين والمرجعية والقيم الاجتماعية والهوية الوطنية والاسلامية لهذا البلد؟
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha