المقالات

من مسؤول عن تدهور الأوضاع في العراق بعد التحرير؟!

1710 2020-02-19

مهدي المولى

 

لا شك ان كل الأطراف السياسية في العراق الكردية والسنية والشيعية وحتى التي تسمي نفسها مدنية علمانية يسارية مسئولة عن كل ما حدث ويحدث في العراق بعد تحرير العراق وقبر الطاغية وعبيده  من فساد وسرقة للمال العام وفوضى وعنف وارهاب وسوء خدمات   وتقصير و اهمال في كل المجالات حتى  أصبحت الأحزاب والكتل  والتيارات السياسية في العراق مجرد عصابات مهمتها الاستحواذ على الحصة الأكبر من المال العام من  ثروة الشعب  وقتل كل من يحاول كشف حقيقتهم   و الوقوف في دربهم  لهذا لم يجد الانسان الشريف الصادق الامين مكان بينهم يعني اقتصرت الطبقة السياسية على الفاسدين واللصوص  والجبناء الذين يعيشون جنب الحيط 

وهكذا عاش المواطن العراقي في  دوامة من الصراعات والاختلافات لا يعرف أولها ولا آخرها ولا يدري اين تتوجه به  بسبب الخلافات والصراعات بين عناصر الطبقة السياسية   حيث كان كل واحد منهم ينطلق من مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية فقط واذا انطلق من قوميته طائفيته دينه منطقته مجرد لعبة  يستهدف تضليل الناس وتحقيق مآربه الخاصة على حساب الطائفة والقومية والمنطقة

طيلة 17 عاما من  بعد التحرير والعراق يسير من سيء الى أكثر سوءا  حتى وصلنا الى طريق مسدود وهذا يعني فشل الديمقراطية  فشل حكم الشعب والدستور والمؤسسات الدستورية والعودة الى حكم الدكتاتورية حكم الفرد والعائلة اذا قال صدام قال العراق

الغريب ان الطبقة السياسية لا تريد العودة الى الدكتاتورية ولا تريد السير في طريق الديمقراطية  رغم الكثير منهم  من أتباع صدام وبعضهم من الذين عارضوا ديكتاتورية صدام ودعوا الى الديمقراطية  لان المجموعتين راضيتين بهذه الحالة اي حالة الفوضى لا ديمقراطية ولا تكتاتورية فهي الوسيلة الوحيدة التي تحقق مطامعهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ويمكنهم حماية  أنفسهم من اي خطر يحدق بهم ويحصلوا على كل ما يبتغون ويرغبون بدون محاسبة ولا حسيب  فهم يخشون الدكتاتورية  ويخشون  الديمقراطية   لهذا نرى الجميع موافقة ومتفقة وراضية بالوضع الحالي اي حالة الفوضى اي لا ديمقراطية ولا تكتاتورية   أنهم اختاروا طريق المحاصصة  الاتفاقات هذا لك وهذا لي   

نعم يختلفون على الحصص  على ما يسرقون من ثروة الشعب لكنهم  يتوحدون عندما يواجهون غضب المسروقين

وهكذا عاشت الطبقة السياسية في رفاهية ونعيم في كل المجالات فزادت غنى وبذخ وترف فاقت ما كان يتمتع به طغاة العالم في حين يزداد الشعب فقرا وجوعا وألما وحرمان

قيل ان ثروة العراق التي حصل عليها بعد التحرير لو استخدمت في صالح العراق والعراقيين لعبدت شوارعه من ذهب لكنها  ذهبت في جيوب الطبقة السياسية حسب المحاصصة

كثير ما قلت ولا زال أقول  ان الطبقة السياسية الشيعية هي المسئولة عن هذه الحالة

 ان وحدة المجموعة السياسية الشيعية وحدة العراق والعراقيين وان تقسيم وتجزئة المجموعة السياسية الشيعية تقسيم وتجزئة للعراق والعراقيين

وان صلاح المجموعة السياسية الشيعية صلاح للعراق والعراقيين وان فساد المجموعة السياسية الشيعية فساد للعراق والعراقيين

ربما هناك من يقول ان الساسة الشيعة ليس وحدهم في الحكم هناك ساسة كرد وهناك ساسة سنة وغيرهم وهؤلاء ليسوا أنبياء

هذا صحيح لا يمكن تجاهله ابدا لان ساسة الكرد الفاسدين  يتظاهرون انهم محتلون من قبل العرب وعلى استعداد ان يفصل شمال العراق ويضمه الى تركيا الى ال سعود لهذا لا يريدون للعراق من خير وساسة السنة الفاسدين اللصوص يتظاهرون انهم محتلون  من قبل  الشيعة فتراهم على استعداد لتدمير العراق وذبح العراقيين بالتعاون والتحالف مع تركيا ال سعود كلابهم الوهابية داعش القاعدة  من اجل تحقيق رغباتهم الخسيسة

من هذا يمكننا القول ان نجاح العملية السياسية وبناء العراق وسعادة العراقيين تتوقف على ساسة الشيعة بالدرجة الأولى فاذا  هؤلاء فسدوا فسد العراق والعراقيين واذا هؤلاء صلحوا صلح العراق والعراقيين

واي نظرة موضوعية للوضع المزري والمتردي  لحال العراق طيلة هذه الفترة يتضح لنا بشكل واضح وجلي ان الكثير من ساسة الشيعة لصوص وفاسدين وثيران وجهلة لا يملكون برنامج ولا خطة ولا  مبدأ ولا اتجاه واضح وثابت يتقلبون  يميلون حول مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية حيث ما مالت  فلا دين  ولا مبادئ ولا  أخلاق يلزمهم لهذا تراهم في تنافس وصراعات مع بعضهم البعض  لا حدود لها ما يختاره هذا يرفضه ذلك لا لانه مضر وغير صالح بل لأنه  مختار من طرف آخر  وكان الضحية العراقيين وخاصة الشيعة  

لهذا على ساسة الشيعة ان يتخلوا عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وينطلقوا من مصلحة العراق كله ومن مصلحة كل العراقيين ويتفقوا جميعا على خطة واحدة وبرنامج واحد ويضعوا عقوبات رادعة ضد كل من يقدم مصلحته الخاصة  ويقللوا  رواتبهم الى أدنى راتب ويلغوا مكاسبهم وامتيازاتهم  تماما ويكون شغلهم الوحيد ومهمتهم الوحيدة بناء العراق وسعادة العراقيين  ونهجوا نهج الامام علي

على الحاكم المسئول ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه  ابسط الناس

كل من زادت ثروته خلال تحمله المسئولية فهو لص

 هذا هو نهج الامام علي   هذا هو اسلام  الامام علي

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك