المقالات

باكورة الانسحاب الامريكي من غرب آسيا

1687 2020-03-03

🖊ماجد الشويلي

 

 

ماكان لامريكا ان تفكر بالانسحاب من افغانستان على النحو المذل الذي وافقت عليه وتجالس طالبان التي تصنفها على انها في صدارة المنظمات الارهابية العالمية لولا القرار الحاسم والجازم الذي اتخذه إمام المقاومة السيد الخامنئي بضرورة خروج القوات الاجنبية من غرب اسيا .

فبعد سقوط الطائرة الامريكية وعلى متنها 100 عسكري امريكي فوق المناطق التي تسيطر عليها طالبان وقيل ان المسؤول عن ملف الاستخبارات في ايران والعراق وافغانستان وعن اغتيال الشهيدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني وابي مهدي المهندس مايك اندريا كان احدهم .ادركت الولايات المتحدة أن ثمة تماهياً بين أيران وطالبان يتعلق بالنظرة للتواجد الامريكي في المنطقة مكنها من صياغة معادلة جديدة للردع على قاعدة

 ((عدو عدوي صديقي)) تحصل بموجبها طالبان على اسلحة متطورة قادرة على شل حركة الطيران في تضاريس افغانستان المعقدة وجبالها الوعرة .

ومن حقهم الامريكان أن يفهموا ذلك وإن لم يكن الامر على نحو اليقين ، فعدو ذكي مثل ايران بالنسبة لهم قادر على جني ثمار التناقضات ببراعة تامة وتحويل التحديات الى فرص سانحة.

كما ان الحكمة تقتضي في مثل هذه الحالة ووفقاً لحساب الاحتمالات وتحقيق الربح والخسارة أن ينظر الامريكان للتقارب بين طالبان وايران على انه واقع بالفعل لان كلفة التغاضي عنه وهو احتمالٌ جدا وارد باهضة الى حد ليس بوسع امريكا تحمله .

فالانسحاب بطريقة دبلماسية خير من الهزيمة المخزية .

لكن على ماذا يدلل انسحاب امريكا من افغانسات وماهي المؤشرات التي يمكن البناء عليها

اولا: أن ايران تمتلك رؤية ستراتيجية عميقة ومميزة لطبيعة الصراع المحتدم بينها وبين امريكا في المنطقة وتعتقد بامكانية الوقوف على ارضية مشتركة مع كل القوى التي تناصب العداء للولايات المتحدة بغض النظر عما بينها وبين تلك القوى من تباينات

ثانيا: إن ايران قادرة على تحويل كل التحديات الى فرص والتكيف مع كل الظروف والملابسات التي تحيط بها

ففي الوقت الذي ظنت فيه امريكا بانها احكمت الطوق على الجمهورية الاسلامية من جهة الشرق في افغانستان ومن الغرب في العراق وجدت ايران ضالتها في ذلك فدعمت المقاومة في افغانستان والعراق حتى ارغمت الامريكان على القبول بالانسحاب من العراق نهاية 2011 وعزمها مغادرة افغانستان بعد 14شهرا من الان 

ثالثاً : ايران  وجدت أن طالبان اليوم هي ليست طالبان الامس التي كانت مدعومة من الخليج ، ولاتمتلك عمقا سياسيا وفهما لممارسة العمل الدبلماسي بل وجدت انها تعيش حالة من التحول النسبي بادراك استحقاقات المرحلة الراهنة وضرورة التعايش معها  

رابعاً : ايران تدرك ايضاً ان امريكا قد استنزفت بشكل كبير في افغانستان وهي تبحث عن مخرج لها من هذه الورطة حتى وان كان ذلك المخرج هو قناعتها بضرورة الجلوس وجه لوجه مع طالبان لبحث موضوع انسحابها من افغانستان واشتراكها في الحكومة الافغانية

خامساً: ايران عملت على تعزيز  دور طالبان بوصفها الضد النوعي لداعش وقد جرى بينهما تعاون عسكري بهذا الصدد على مستوى التسليح والعمليات المشتركة لضرب داعش التي تحاول ألانتشار والتوسع في افغانستان

سادسا : لدى الجمهورية الاسلامية تصور وقناعة بان امريكا تفكر جدية بمغادرة المنطقة ولذا فهي تعتقد أن قبولها بالانسحاب من افغانستان بوابة للخروج من العراق والمنطقة بعد ذلك

سابعاً: أن تمكن طالبان من ارغام امريكا على توقيع اتفاقية الانسحاب من افغانستان هو ثمرة للتعاون مابين قطر وايران ورسيا كذلك

إذا فان المنطقة التي اطلق عليها غرب اسيا تعيش ارهاصات حقيقية لجلاء الامريكان منها سواء بمشيئتها ام رغما عنها

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك