المقالات

تحرق القلب

1854 2020-03-04

علي عبد سلمان

 

كانوا يحملون #جنازة_الشهيد...يبحثون عن داره...ويبدو أن داره كانت((تجاوزآ ))في العشوائيات...كانت جنازة الشهيد في داخل سيارة مظللة...وأثناء البحث عن داره لم يخبروا أحدآ إنه شهيد....إذ علموا من الناس إنه رزق بمولود جديد قبل يومين انتظره عشرة أعوام كاملة....

طرقوا باب الدار وخرج لهم رجل عجوز في منتصف العقد السادس من عمره..تلعثموا جميعهم عندما شاهدوه...

أدخلهم العجوز إلى داره وأجلسهم دون ان يسألهم عن مرادهم وفجأة سمعوا صراخ طفل صغير...تبسم العجوز وهو يلثم سيكارته قائلا لهم((إنه حفيدي وإبن ولدي الوحيد الذي رزقنا الله به بعد انتظار عشر سنوات ))انا متأكد ان ولدي((عمت عيني عليه ))سيفرح كثيرآ به وأعتقد أنه لن يذهب للجبهة بعد أن يراه.....ضحك الجميع ضحكة ميتة وقام الرجل بجلب الشاي وسألهم عن مرادهم فأخبروه انهم اصدقاء ولده وقد تعبوا من طريق الناصرية وسألوا عن بيته ليستريحوا عنده..

رحب الرجل العجوز بهم أكثر وكان الليل قد خيم ووضع لهم الفراش ليناموا لكنهم لم تغمض لهم عين حتى الفجر...إذا أقترح أحدهم إدخال جثمان الشهيد إلى داره وتركه وإرسال غيرهم..واقترح الآخر أن يخبروا الرجل العجوز بالحقيقة..واقترح الثالث اصطحاب طرف ثالث عند الصباح لإخبار العجوز باستشهاد ولده الذي كان طفله الصغير يبكي طول الليل كأنه علم بأنه سيكون يتيم...

عند الصباح احضر الرجل العجوز إفطارا لضيوفه وبعد أن أكملوا سألهم سؤالا غريبا..قائلا((أستحلفكم بالله هل ولدي معكم ))لأن أمه طول الليل تقول أشعر أنه معهم واقفآ خلف الباب...!!ولم تنم طول الليل...حتى أنها خرجت مرتين في الليل ووقفت في الباب تنظر ثم عادت...!!

تشجع أحدهم وقال له..نعم يا عم هو معنا لكنه بقي في السيارة نائما...!!؟..

تعثر الرجل بباب الدار وهو ينظر إلى السيارة...

عاد ومسح على رأس حفيده...ثم أشعل سيكارة بباب الدار..

واحترق مثل احتراقها ليكمل مشوار العمر والايتام والحرمان والقهر لهم في هذا الزمان.....!!

فليعلم الشهداء بأن دمائهم قد باعها المتسيسون

وان وطنهم الذي دافعوا عنه اصبح خراب

إنا لله وإنا إليه راجعون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك