المقالات

بعد تحرير العراق هل ربحت المرأة أم خسرت

1645 2020-03-09

 

مهدي المولى

هناك سؤال  يجب طرحه  على  أنفسنا ويجب الإجابة عليه بموضوعية وعقلانية  هل تحرير العراق في 9-4 -2003 في صالح المرأة    أنا من وجهت نظري الخاصة انه في صالح المرأة حيث هيأ الظروف الملائمة  لتحرك المرأة  وتحقيق آمالها وأحلامها والقضاء على معاناتها وآلامها   لا شك أن الأمر ليس سهل فهناك عراقيل وعثرات وهذا  يتطلب من المرأة التي تتقدم مسيرة المرأة ان  تكون متسلحة بالحكمة والشجاعة     والقدرة على المواجهة والتحدي  بوعي مدرك لكل  النتائج  وفق خطة موضوعة مسبقا  منطلقة من واقع المجتمع الايجابي من قيمه   الإنسانية الثابتة لا تتضارب معها  بل تنطلق منها من ايجابياتها 

 لا شك ان العراق بشكل عام اقرب  الى الديمقراطية والتعددية الفكرية   هناك دستور ومؤسسات دستورية وهناك انتخابات  ومن حق كل  عراقي سواء كان رجل او  امرأة ان يرشح لاي منصب   ويختار المرشح الذي يراه     لتشكيل أعضاء البرلمان الذي يختار الحكومة ومن حقه يحاسبها اذا قصرت ويقيلها اذا عجزت عن انجاز مهمتها

كما لكل محافظة حكومة مختارة من قبل  أبنائها تدير شؤونها  الإدارية بل لكل حي  مجلس بلدي مختار من قبل   أبناء الحي يدير شؤونه  الإدارية  لا شك  أنها  حالة فريدة لا ينالها الا ذو حظ عظيم  لكن المشكلة نحن دون مستواها   وغير مهيئين  لاستخدامها   وفي هذه الحالة تكون نتائجها غير صحيحة   بل أكثر سوءا في بعض الأحيان من حكم الطاغية وزمرته  وهذا يتوقف  بالدرجة الاولى على الجهات على القوى الديمقراطية على الشخصيات الديمقراطية الحرة

ان تتوحد وتضع خطة  واحدة تستهدف رفع مستوى الشعب والتحرك بموجبها لرفع مستوى الشعب ليكون مهيأ للمرحلة الديمقراطية  ومؤسساتها  بعد التخلي عن قيم العبودية  وحكم الفرد الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد واذا قال صدام قال العراق

المؤسف ان المرأة العراقية لم تأخذ زمام المبادرة وتتقدم المسيرة    مطالبة بحقوقها وتضح الحلول المناسبة لمعاناتها  وإزالة ما يواجه مسيرتها من عراقيل وموانع   وفي نفس الوقت تطلب من يؤيدها ويساندها ان يقف ورائها  ولا تسمح له  السير  أمامها  ولا يسمح له بالتكلم بالنيابة عنها  بل عليه ان يردد ما تقوله

لا أنكر  ان العراقي بعد تحريره  تمتع  ببعض الحرية و أصبح قادر على التعبير عن وجهة نظره عن معاناته عن طموحاته عما يريد وعما لا يريد     حسب مستوى وعيه وفهمه ومعاناته وطموحاته   وهذه الحالة أحدثت تضارب وتصارع  في ما يطرح من وجهات نظر  ورغبات مما أدى الى حالة الفوضى التي نعيشها وبالتالي  أدى الى التخلي عن الدستور والمؤسسات الدستورية والعودة الى الأحكام والأعراف العشائرية  مما اضعف  وشل حركة المرأة وأصبحت جزء من الوضع السياسي من الأحزاب السياسية و أصبح وجودها مجرد ديكور يجمل وجه تلك الأحزاب ليس إلآ

لهذا على المرأة العراقية الحرة الواعية التي تريد  تغيير حال المرأة تخلق لها تيار جبهة  مستقلة عن كل حزب  ومن يؤيدها ان يكون خلفها لا أمامها  وتكون مهمتها  الرئيسية هي دعم وترسيخ الديمقراطية    كما يجب عليها ان تنطلق من واقع المجتمع ومن قيمه الثابتة اي لا يجوز التعارض التصادم معها

المعروف جيدا  ان المشكلة  التي تواجه  المرأة العراقية هي العلم والعمل لهذا على المنظمات  الخاصة بالمرأة ان تتوجه أولا  لتعليم المراة وعمل المرأة لأن  العلم والعمل هما  اللذان يمنحان للإنسان إنسانيته وخاصة بالنسبة للمراة

كما ان تعلم المرأة وعملها يزيل 90 بالمائة من السلبيات والعادات والتقاليد والأعراف البالية المتوارثة  التي تنال من  إنسانية المرأة وهذا لا يحدث بتوزيع المنشورات  والعبارات المزوقة والكلمات المنمقة بل يتطلب من المنظمات النسائية ان تنزل الى المرأة الى مستواها وتعيش   أفراحها وأحزانها وكل مناسباتها  الإجتماعية  والدينية وحتى الشخصية   وتنطلق في رفع مستواها  من قيمها الايجابية خاصة في التعليم والعمل

 لكن مع شديد الأسف  ان المرأة وخاصة التي تدعي انها تمثل المرأة وتدافع عن حقوقها لم تكن بمستوى المرحلة فالكثير منها  أصبحت  في خدمة الطبقة السياسية وتخلت عن المرأة ومعاناتها وقسم قليل منهن  خرجن على قيم المجتمع بكامله ورفضن كل ثوابت المجتمع وكانت هذه المجموعة السبب الذي منع اي تمدد   لحركة المرأة  واتساعها وتطورها بل أدت الى ضعف الحركة المدنية العلمانية في العراق فكانت اكثر رفضا للأخر من داعش الوهابية

حتى أصبحت علامة المدني العلماني هو  السخرية  من المتدين والمتدينين و السخرية بعقائدهم والدعوة العلنية الى القضاء على كل من يؤمن بدين بعقيدة

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك