مجيد الكفائي
بدأت أسعار المواد الغذائية بالارتفاع ، وكذلك الخضروات ،على الرغم من ان الناس لم تلتزم بالحضر الطوعي والاستقرار في المنازل ولم تخف بعد من الوباء بشكل كبير ، الشيء الوحيد الذي التزم به البعض زيادة أسعار كل شيء ابتداء من المعقم الكحولي والكمامات الى الطماطة والخضراوات.
وهذا يستدعي من الجهات المسؤولة اتخاذ اجراءاتها تحسبا لاي طارىء خصوصًا وزارة التجارة، كذلك على الأجهزة المختصة تطمين الناس اولا ان المواد الغذائية متوفرة ، وعلى الأجهزة الأخرى الأمنية والرقابية التعامل مع من يحتكر المواد او يزيد اسعارها , وهذه من الامور السهلة على الدولة من خلال تفعيل عمل الرقابة ، لكن الأهم من ذلك كله هناك ملايين من الشعب يعيش على عمله اليومي، وفي ظل أزمة كورونا وحظر التجوال وتوقف العمل ، كيف يمكن لهؤلاء ان يعيشوا، وكيف يمكن للحكومة والدولة العراقية مساعدتهم، وهل وضعت ذلك بالحسبان لو لا سمح الله وطالت الازمة .
هل تعلم الحكومة ان هناك ملايين من العراقيين مديونين ويعيشون بالكاد لأن اغلب ما كانوا يشترونه بالأقساط من التجار؟
هل ستجد الحكومة والدولة حلًا لهم ،هل فكرت الجهات المسؤولة كيف يمكن ان يسددوا هؤلاء هذه الاقساط وهل سيسكت التجار وأصحاب الدين عنهم، هل تعلم الجهات المسؤولة ان اغلب الموظفين والمتقاعدين ومن يحصلون على راتب الحماية الاجتماعية وأفراد الجيش والشرطة استلفوا من مصارف الدولة في وقت كان الوضع نوعًا ما جيداً ويستطيع البعض العمل فيحصل على شيء من المال الى جانب ما يحصل عليه من راتبه فيستطيع العيش.
اما الان الأسعار ارتفعت ، وحاجات المواطن ازدادت، والوضع تغير وتبدل وتوقف العمل، وما يخصم من رواتب المستلفين قد يسد بعض احتياجاتهم فهل ستأخذ الدولة بنظر الاعتبار حاجة هؤلاء وتؤجل خصم السلف من رواتبهم ، هل ستبقى الدولة والقوى السياسية هكذا! اهتمامها الاول والأخير ترشيح رئيس وزراء جديد ، وهل ستظل تتصارع على المغانم والعراق ينحدر الى الهاوية .
ان على القوى السياسية والبرلمان العراقي والحكومة العراقية ان تهتم اولا بشعبها في ظل هذه المحنة وتنسى الصراعات والاختلافات والحكومات ومن سيترأس الحكومة، وان تجد الحلول لمشاكل الشعب التي نتجت عن سوء الإدارة والفساد وهذا الوباء الذي لا يعرف احد نهايته، وعلى الحكومة العراقية تشكيل خلية أزمة اخرى لمناقشة اوضاع العراقيين المعيشية في مثل هذه المحنة، و على القوى السياسية والبرلمان والعراقيين جميعًا ان يتحدوا لمواجهة ما يحصل بقلوب بيضاء ونيات صادقة ومحبة للعراق، وان ينسوا خلافاتهم من اجل مساكين العراق، حفظ الله شعب العراق.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha