حمزة مصطفى
هل إنتصر فايروس كورونا وإنهزمت البشرية؟ الإنطباع الأولي لطبيعة مايحصل من هلع ورعب عالمي مقابل تمدد لفايروس كورونا في كل القارات يمكن أن يوصل المرء الى هذه النتيجة. الفايروس الذي بات يحمل صفة "الجائحة" وهي الحد الأعلى لما يمكن أن تتسبب به الأمراض والأوبئة من آثار على العالم لايبدو إنه على وشك أن يهزم, لاسيما في ظل عدم التوصل الى علاج ناجع له بالرغم من التنافس التجاري الحاد, ولا لقاح يمنع إصابة الإنسان به. فالأدوية التي يجري الحديث عنها يمكن أن تستغرق شهورا, أما اللقاحات فلن تكون جاهزة قبل عام ونصف في الأقل.
هل هذا الفايروس القاتل يقف خلفه متآمر واحد على البشرية هو الخفاش أم هو مؤامرة دولية تقف خلفها الولايات المتحدة الأميركية كجزء من حربها التجارية ضد الصين؟ في الأسابيع الأولى راجت مثل هذه الفرضية حين بدا أن الوباء بدأ يفتك بالصينين بلا رحمة. لكن ما أن تمكن الصينيون منه وإنتقل الى بؤر أخرى "إيران, كوريا الجنوبية, إيطاليا, النمسا" وصولا فيما بعد الى الولايات المتحدة الأميركية نفسها إنتقلت الفرضيات الى نظريات مؤامرة من نوع آخر.
فالولايات المتحدة الأميركية بدأت هي الأخرى تعاني من إنتشار غير مسبوق لعدد المصابين بكوفيد 19 بين الأميركيين الأمر الذي دفع الرئيس دونالد ترمب الى تسمية كورونا بالفايروس الصيني. الصينيون الذين إحتفلوا بالقضاء على الفايروس إنسجموا مع نظرية المؤامرة التي ذهبت الى القول أن مراكز ومعامل أبحاث بيولوجية أميركية هي من تقف خلف تطوير هذا الفايروس. مع ذلك فإن هناك من بدأ يفتش في الدفاتر القديمة مثل فيلم من الخيال العلمي أومسلسل إنتج خلال سنوات سابقة تنبأ بظهور فايروس يقتل الملايين في كل بقاع العالم, أو حتى كتب بدأوا يبحثون في بطونها مؤشرين على أسطر تؤشر بما لايقبل الجدل من وجهة نظرهم أن قضية كوبيد 19 فيها "إن".
مع ذلك وبقطع النظر عن كل مايمكن قوله عن هذا الوباء مع تعدد الفرضيات والوقائع والمقاربات وحتى المؤامرات فإن الحل الوحيد الذي يمكن أن يكون منقذا هو الحجر الصحي أو الإرادي. الحجر الصحي أمر تفرضه السلطات بعد إكتشاف حالات الإصابة أو الإشتباه بها, أما الإرادي فهو الذي يفرضه المرء على نفسه لأن الوباء ينتشر بالإختلاط والتلامس والمصافحة. وحين أن طرق المصافحة بين الناس تكاد تندثر فإن أساليب أخرى لطرق التعامل بين الناس أو حتى مع أنفسهم بدأت تنتشر وفي المقدمة منها لبس الكمامات والكفوف التي وحدت العالم من حيث إرتداء نفس نوع الكمامات ونفس نوع الكفوف لافرق في ذلك بين غني وفقير أو أمير أو قفير ولا بين أبيض وأسود ولا عربي ولا أعجمي الإ لجهة التقيد بتقوى البحث عن طرق الوقاية بعد أن شح العلاج.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha