المقالات

ألواح طينية؛ الشيعة وجلد الذات..!

1610 2020-04-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

في ربع ساعة قضيتها في جولة سريعة؛ على مواقع التواصل الإجتماعي في الفيسبوك، وتويتر ومجاميع الواتساب، وجدت نقدا ولوما وتقريعا، بل وشتائم وسباب للساسة الشيعة تجاوز المعقول الى مديات بعيدة، بل تجاوز حدود الأخلاق والأدب أيضا!

صحيح أن المكون الشيعي يشكل غالبية الشعب العراقي، وأن نسبتهم السكانية تزيد عن 65%، لكن الصحيح أيضا أنهم ليسوا موجودين في نظام الحكم القائم، وفقا لنسبتهم هذه، بل االمتيقن هو أن تأثيرهم في إدارة دفة الحكم لا يتعدى 33%، وذلك لأن معادلة الحكم التي رسمها مصمم العملية السياسية، وهو لم يكن عراقيا كما تعرفون،  تعمدت تنحية تأثير عامل النسبة السكانية، وأعطت للمكونات الكبيرة الأخرى، وهم المكونين الكوردي والسني، نسبة تأثير في إدارة الدولة مساوية بل وتزيد عن ما للشيعة..

الشيعة هم الاغلبية؛ الا أنهم ولكي بقى شيء أسمه عراق واحد موحد، قبلوا أن يكون منصب رئيس الجمهورية للكرد ومنصب رئيس البرلمان للسنة، فيما أكتفوا هم بمنصب رئيس الوزراء، الذي تحول بإرادة مصمم العملية السياسة الذي أشرنا اليه، الى (رئيس مجلس الوزراء) بمعنى أنه مجرد "منسق" للقرار وليس صاحبا للقرار.

إنها مظلومية المكون الأكبر، وهي تشبه مظلومية الأب؛ الذي يكدح ليل نهار من أجل عياله، لكن الويل له إذا أرتكب أحد أولاده خطأً، فالأب ملام دوما حتى إذا كان الأولاد كبارا!

السياسي الشيعي فاسد؛ لأنه إستثمر وجوده في مواقع المسؤولية، لتمشية طلبات منظومته الإجتماعية والسياسية، ولأن "نعمة" بانت عليه، وهو لص لأنه أمتلك بيتا وسيارة وأثاث جيد، وهو قاتل و"صكاك" لأنه قاتل الإرهابيين وهزمهم، والسياسي الشيعي غبي؛ لأنه لم "يردع" الساسة السنة والكورد، عندما حولوا مؤسسات الدولة الى إقطاعيات، ويكفيكم مثلا؛ وزارة التربية والتعليم؛ التي يديرها السنة بكفاءة لصوصية لا يعلى عليها، ووزارة المالية الإتحادية، التي حولها وزيرها الكوردي الى بنك مركزي لحكومة إقليم كوردستان.

 لا ننسى أن السياسي الشيعي؛ يوصف دائما بأنه منحرف أخلاقيا؛ لأنه تزوج من زوجة ثانية، وكأن ذلك حرام منزل بكتاب الله..! 

ما أشرنا اليه وجه واحد فقط؛ من أوجه الحقيقة المتعددة الأوجه، لأن المنطق يفرض علينا ان نقول الحقيقة كاملة، فمن الإنصاف والعدل؛ أن نشير الى أن شركاء الشيعة؛ من الساسة السنة والكورد؛ كانوا ايضا فاسدين، بل أن فسادهم تجاوز فساد الساسة الشيعة بمديات لا تقاس، وإذا كانت الثروات الطارئة هي المقياس، فإن عدد اثرياء الشيعة؛ يشكل رقما متواضعا جدا؛ إزاء عديد أقرانهم السنة والكورد!

ما تسبب به الساسة الشيعة، تسبب به زملائهم من سنة وكورد وغيرهم، وأي اخفاق في الحكومة والدولة هو أخفاق للجميع، لا يختص به الشيعة لوحدهم، فأليس من الانصاف والعدل؛ أن نشتم الساسة السنة والكورد، بكم من الشتائم يساوي على الأقل ما نشتم به الساسة الشيعة!

إذا كان الساسة الشيعة سيئين جدا؛ فإن الساسة السنة والكورد كانوا أكثر سوءا، لأنهم لم يألوا جهداً لتخريب العملية السياسية، ومحاربة الدولة حتى بقوة السلاح، وعندكم "داعش" وهي"ميليشيا" سنية، ويد ضاربة بأيدي الساسة السنة، وعندكم أيضا المواقف التخريبية للعملية السياسية، التي مارسها الكوردي الإنفصالي رئيس الجمهورية، بعلنية وسبق إصرار وتصميم.

الحقيقة التي يجب أن يعرفها الشارع الشيعي الناقم؛ الذي أحترف شتيمة الساسة الشيعة، وأغمض عيونه عن شركاء العملية السياسية الآخرين، هي أن بقية الشركاء ؛لو أستطاعوا أن يشكلوا أغلبية سياسية في البرلمان، لما أعطوا شركائهم من الشيعة، أي منصب لا رئاسي ولا أقل، بل ربما لا نجد حتى شرطيا شيعيا في الدولة العراقية وربما.

كلام قبل السلام: حينما يشحذ أصحاب اأقلام ألشيعة أقلامهم، عليهم أن يضعوا الحقيقة كاملة على الورق، وأن لا يشيطنوا الشيعة، ويتركوا الآخرين ليتحولوا تلقائيا الى قديسين وملائكة!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فاضل شريف
2020-04-08
احسنت استاذ قاسم دائما كتاباتك رائعة
حيدر فخري
2020-04-08
كلام دقيق من الاستاذ قاسم تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك