احمد عبد السادة
بعد سقوط صدام بيومين أو 3 أيام قمتُ بجولة في شوارع بغداد القديمة مع الصديقين العزيزين سلام الربيعي وأبو الطيب احمد انطلاقاً من باب المعظم إلى الباب الشرقي. لا أتذكر الآن بالضبط كيف وصلنا من منطقة العبيدي إلى الباب المعظم في ظل الفوضى والخطر والانعدام شبه التام لوسائل النقل، لكنني أتذكر جيداً السؤالَ الذي وجّهه لي صديقي سلام ونحن وسط مخلفات الفوضى في شارع الرشيد قرب (السوق العربي)، إذ قال لي: "سقط صدام.. وماذا سيحدث بعد ذلك"؟، فأجبته: "لا يهم ماذا سيحدث بعد ذلك. المهم سقط صدام، والأهم اننا شهدنا هذا السقوط. وعلينا أن نعرف بأن الملايين من ضحايا صدام سواء الذين توفوا بشكل طبيعي أو الذين دفنوا في المقابر الجماعية كانوا ينتظرون هذا اليوم وماتوا ولم يروه. بالنسبة لي أشعر بأنني محظوظ لأنني شهدت سقوط صدام، ولا يهمني إن مت بعد ذلك"!!
عندما وصلنا إلى الشورجة قرب مكان تمثال صدام الموجود في الصورة أدناه، راودتني فكرة الصعود على قاعدة التمثال الذي تم إسقاطه بحبال الجماهير المحتفلة بنهاية طاغيتها، وعند صعودي فوجئت بجسد صدام الكونكريتي ممدداً وسط بركة الماء الموجودة تحت قاعدة الثمثال. كان مشهداً رمزياً بامتياز. لقد غرقَ صدام بكل جبروته ووحشيته في مياه العزلة والنسيان، وهو غرقٌ كان يمهد لمحاصرته في حفرة الذل التي لا تليق سوى بالجرذان.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟!
لا يهم ماذا سيحدث لأن الذي انتظرناه حدث فعلاً!! لقد سقط صدام. ماذا يمكن أن يحدث أكثر من ذلك؟!!
#٩_نيسان
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha