المقالات

لماذا تعادي امريكا الصين؟!  


عبد الكاظم حسن الجابري

 

مع نهاية عام 2019, بلغ الصراع التجاري الامريكي الصيني ذروته بفرض عقوبات ضرائب متبادلة على السلع والصادرات بين البلدين.

الصين البلد العضو الاصيل في مجلس الامن, والصاعد الاكبر لقيادة الاقتصاد العالمي, والمتجه بقوة نحو القطبية العالمية, سيكون تهديدا مباشرا لأمريكا لإزاحتها عن موقعها العالمي كقطب عالمي اوحد.

الخشية الأمريكية من الصين ناشئة من ان الصين اخذ منحناها العالمي كأكبر قوة اقتصادية في العالم بالتصاعد, فالصين حاليا تحتل المرتبة الثانية بعد امريكا بالنمو الاقتصادي, وبحسب الدراسات الاقتصادية فان الصين ستكون القوة الاقتصادية الاولى في العالم عام 2030.

هذه الخشية ليست هي الوحيدة, فالصين الصاعدة اخذت خطوات مهمة في منافسة امريكا في ميدانها الذي كانت تنفرد به ألا وهو الانترنيت والمنتجات التقنية, فأمريكا لا تخشى شركات الطاقة, ولا شركات البترول, بل تخشى الشركات التكنلوجية والتي تعد ثيمة تميز امريكا.

انطلقت الصين بمشاريع تكنلوجية كبرى, واهمها بناء جزر صناعية في بحر الصين, متطورة تكنلوجيا, ومزودة برادارات ضخمة, وهذه الجزر ستكون عنصر تهديد للتجارة المارة في هذه المنطقة.

كما ان الصين بدأت بطرح الانترنيت الصيني, والذي يشكل حاليا ما نسبته 25% من الانترنيت العالمي, وان شركات التكنلوجيا والهواتف الذكية في الصين بدأت تتصدر الشركات العالمية من حيث المبيعات, فصارت هواوي في طليعة الشركات التقنية, كذلك اعتمد الصين تكنلوجيا الريبوت –الرجل الالي- وغيرها من التقنيات الحديثة.

اطلقت الصين مؤخرا تقنيات الجيل الخامس للأنترنيت 5G, وسمحت لشركاتها بإنتاج كل الاجهزة والملحقات الخاصة بهذه التقنية, وتصديرها لدول العالم سابقة امريكا بذلك.

هذه الانجاز الصيني الجديد جعل من دوائر الاعلام والاشاعة الامريكية ان تقوم بإطلاق كذبة كبيرة حول علاقة تقنيات الجيل الخامس بفايروس كورونا, وان لا وجود لهذا الفايروس, وانما هو بسبب تأثير تقنيات الجيل الخامس, والذي انطلق - بالصدفة ام بالمؤامرة- في مدينة ووهان الصينية متزامنا مع تشغيل الجيل الخامس كأول منطقة بالعالم تعمل بهذه التقنية.

امريكا تخشى التقدم التكنلوجي للصين, والذي سيجعل من الصين مهدد حقيقي لإزاحة امريكا من قيادتها  للعالم.

وعن التهديد الصيني لأمريكا يقول الجنرال روبرت سبالدينغ -والذي قاد في البنتاغون فريقا لصياغة استراتيجية جديدة للتعامل مع صعود الصين ونفوذها- ومؤلف كتاب "حرب السرية: كيف سيطرت الصين بينما النخبة الأمريكية نائمة", "إنه أكبر تهديد وجودي منذ الحزب النازي في الحرب العالمية الثانية", وأضاف قائلا: "إنه أكبر من التهديد السوفييتي بكثير، فبوصفها القوة الاقتصادية الثانية في العالم فإن لها القدرة على الوصول للحكومات والمؤسسات في الغرب بدرجة تتجاوز ما كان عليه السوفييت بكثير.

12-4-2019

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك