المقالات

حكومة الكاظمي ..ورقة الجوكر الرابحة بيد الاحزاب  

1461 2020-04-19

يوسف الراشد

 

العملية السياسية في العراق بعد عام 2003 بنيت على المحاصصة المقيتة وهي سوف لاتغادرها الابعد ان تحدث فيها ثورة عارمة تقلع جذور هذه الدوائر التي اوجدتها ،، ولاشك ان حكومة الكاظمي سوف تبنى على هذه المخاصصة شائت ام ابت وتنتظرها تحديات كثيرة  وتمر بمخاضات وتقاطعات قد تجعلها تتعثر وتسقط ولا تحصل على الثقة  للبرلمان .

فرضوخ الكاظمي للكتل السياسية واعطائهم حصصهم من المغانم والوزارات والدرجات الخاصة يسهل من تمرير الكابينة الوزارية وولادة الحكومة التي هي امتداد لمثيلتها من الحكومات السابقة حكومة (عبد المهدي والعبادي والمالكي والجعفري واياد علاوي) .

ان البرنامج  الحكومي الذي يسعى ان يقدمه رئيس الوزراء الجديد لايشكل اهمية كبيرة بالنسبة للكتل السياسية المسيطرة على المشهد السياسي  بقدر ماتستفاد منه هذه الكتل من المغانم والفرص والامتيازات وستكون الداعمه له والمساندة في نجاحه او سيسقط في اول جلسه للبرلمان عندما سيخالف رغباتها .

وهذه السنة والشريعة رافقت جميع الحكومات التي تشكلت بعد عام 2003  وقد لوح الاخوة (الاكراد والمكون السني) بانهم لايدعموا ولا يوافقوا على اي حكومة لاتلبي طلبات الشارع والجمهور الذي ينتمون اليه وهذه اشارة واضحة وصريحة بالمطالبة بالاستحقاقات الانتخابية وحصة المكون الذي ينتمون اليه فهل يستطيع الكاظمي النجاح في مهمته وان يستوعب جميع التناقضات ويجعل حكومته تستوعب كل هذه الرغبات .

ان مهمة الكاظمي مهمة صعبة فقد الزم  نفسه من خلال تقديمه للبرنامج الحكومي الجديد خلال وسائل الاعلام ويتلخص بالقضاء على السلاح الموجود خارج نطاق الدولة وإنهاء التواجد الاجنبي وغلق القواعد العسكرية وحفظ امن الدولة واعادة الهيبة للدولة وفرض سلطة القانون ومحاربة الفساد واجراء الانتخابات المبكرة ووو من الاصلاحات  .

انه يريد بذلك فريقا حكوميا منسجما كفوءا يواجه الازمات ويستطيع ان يسير بالبلاد الى بر الامان  ولايقع في نفس الاخطاء التي وقع بها محمد علاوي او الزرفي ويوافق على الشخصيات التي تقدمها هذه الاحزاب ويخضع لرغبات الكتل السياسية لتمرير حكومته في ظل المحاصصة البغيضة التي اوجدها النظام السياسي الجديد ولم يجني منها العراق سوى التاخر والدمار والخراب .

صار واضحا للداني والقاصي بان جوكر العملية السياسية في العراق لا تقوم لها قائمة طالما تسير على هذا المنهاج وتتحكم بها اهواء الكتل السياسية وهي تمارس الابتزاز ضد اي جهه تتولى المسؤولية او تتصدى لرئاسة الحكومة يضاف اليها التدخلات الخارجية والاقليمية التي تتحكم بالمشهد العراقي فهل يستطيع الكاظمي ان يتخطي هذه العقبات  .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك