المقالات

زراعة العراق ... قيام من تحت الرماد  

1862 2020-04-21

حافظ آل بشارة

 

هل بدأت النهضة الزراعية في العراق بالفعل ؟ وهل يمكن القول بأن عودة القطاع الزراعي الى مكانته القديمة اصبح امرا ممكنا ؟

قبل ظهور النفط في ثلاثينات القرن الماضي كانت الزراعة في العراق هي مصدر العيش والموارد ، كان هناك اكتفاء ذاتي في معظم الاغذية ، القمح ، المحاصيل الحقلية ، الفواكه والخضر ، الالبان واللحوم والدواجن والاسماك ، وكانت للتمور العراقية ميزة نسبية تفوق تمور الخليج وايران ومصر ، نظام صدام اراد تدمير الزراعة من اجل تدمير المجتمع الريفي العراقي ومنعه من الاستقلال الاقتصادي وجعل لقمة عيشه بيد النظام الحاكم لتركيعه ، خاصة وان معظم المجتمع الريفي العراقي موال للمرجعية وممول لمؤسساتها وهذه حقيقة خطيرة كانت تؤرق النظام ، بعد ظهور النفط تحول العراق الى الاقتصاد الريعي الاحادي فتراجعت الزراعة ، اما نظام ما بعد ٢٠٠٣ فليس لديه رؤية اقتصادية ، فبقي النفط هو المورد الوحيد وبقيت الزراعة متهالكة ، ولكن منذ سنتين بدأت الروح تدب في القطاع الزراعي ، ونجح الفلاحون في ايجاد تيار اقتصادي انتاجي يعتمد على الامكانيات الذاتية للمجتمع الريفي ، فبدأت زراعة القمح والشعير تعطي ثمارها وتقترب من الاكتفاء ، كذلك الاسماك والدواجن والالبان والصناعات التحويلية ، طبعا هناك قوى داخلية وخارجية لا تريد للعراق ان ينهض زراعيا ، المستوردون يشعرون بقلق لانهم فقدوا تجارتهم ، وتركيا مصدومة لأنها فقدت تجارة البيض والدواجن مع العراق ، لذلك تثار تساؤلات وشكوك حول الحرائق التي تلتهم مزارع الحنطة والشعير والذرة كل سنة في موسم الحصاد في اغلب محافظات العراق ، وعملية ابادة الاسماك في احواضها التي حدثت في السنتين الاخيرتين ، التحقيقات تقول ان بعض حرائق الحنطة تقف وراءها خلايا داعشية نائمة ، وبعضها يقف وراءها اناس آخرون هم متضررون من ازدهار الزراعة ، نحن الآن نقترب من موسم الحصاد ونتوقع تجدد حرائق الحنطة ويفترض ان تتخذ السلطات الامنية تدابير تمنع الجريمة قبل وقوعها .

متوقع ان يحرز القطاع الزراعي العراقي نجاحات جديدة ، في الموسمين الصيفي والشتوي المقبلين ، اصبحنا نرى المنتجات العراقية رائجة في السوق وبقدرة تنافسية جيدة ، أزمة تدني اسعار النفط ستدفع الفلاحين الى مزيد من الانتاج ليحققوا لانفسهم وللسوق الوطنية موارد غذاء خارج هيمنة النفط ، فيصبح الامن الغذائي للبلد مرتبطا بالزراعة وليس بالنفط ، القطاع الزراعي العراقي سار في طريق العمل والانتاج والتطوير ولن يعود زمنه الى الخلف ، الزراعة يمكن ان تمتص البطالة وتعالج الفقر وتحقق فوائض للتصدير وجلب العملة الصعبة ، لم يعمل ساسة البلد لايجاد بدائل للنفط ، الا ان الفلاح العراقي نجح في ايجاد البديل ، وكلما تدهورت عوائد النفط ازدهر الانتاج الزراعي اكثر ، ورب ضارة نافعة .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك