المقالات

فتش عن أمريكا..!  


عبد الحسين الظالمي

 

لا نتمنى ان  يموت او يجوع الشعب الامريكي ولكن  نتمنى ان يعي الشعب  ما تفعله قيادته في الشعوب الاخرى .

قراءة دقيقة للاغلب الاحداث في العالم  والنزاعات والمشاكل والحروب  وحصار الشعوب او نزوحها  نجد خلف تلك الاحداث  يدا امريكية  فلا تكاد منطقة في العالم تشهد اضطرابات او مشاكل الا وكانت امريكا وحلفائها او اذابها هم السبب  ، (من افغانستان الى العراق الى ايران ، سوريا اليمن   ، فلسطين ، لبنان ، كوريا  المكسيك   ، مصر ليبيا ، بعض من دول الاتحاد السوفيتي السابق )، سواء من خلال تدخل مباشر او غير مباشر  واغلب الازمات الاقتصادية في العالم  سببها امريكا .

وكل ذلك ناتج من شعور بالعظمة والهيمنة والجشع  عند الحكام الامريكان  على مختلف المستويات والاتجاهات  ،فكل شعوب الارض التي تذوقت  الم الحصار او النزوح او الحروب الداخلية  تسببت بها امريكا او اذبابها او تدخلت في اطالتها وتعقيدها  . ايران تعاني من التدخل الامريكي منذ العام ١٩٨٠ وكذلك افغانستان  وسوريا اكبر مثال على هذا التدخل وطالة امد الحرب وكذلك اليمن التي يعاني شعبها الجوع والحرمان من ابسط  شروط العيش وقبلهم الشعب الافغاني الذي يمر عليه العقد الخامس وهو يعاني من ويلات التدخل الامريكي وكذا باكستان التي لم تشهد استقرار نتيجة تدخل امريكا في شؤونها .

واما  في  العراق فالحديث ذو شجون  فمنذ الثمانيات والعراق يعاني من تدخل امريكا في

اثارة المشاكل والحروب  والاحتلال  واخرها ان جعلت من العراق ساحة لتصفية الحسابات مع خصومها في المنطقة  لذلك نقول كل  دمعة حزن وكل بطن جاعت او كل عائلة تركت منزلها  وتسكن الخيم وكل ام فقدت عزيز لها  وكل طفل لايجد حليب يشربه لا وكان المسبب امريكا

وهذا ليس تجني ولكن الواقع على الارض  يثبت ذلك .

  والدليل يثبته التواجد  الامريكي في كل تلك البلدان او قريب منها  اما تواجد  عسكري  من خلال القواعد  العسكرية  او المشاركة في الحرب او التدخل الدبلوماسي  ، والسبب في كل ذلك هو غرطسة امريكا وشعورها بالقوه والتفرد بالعالم بعد ان تفكك خصمها التقليدي ابان الحروب  الكبرى او الحرب الباردة  (الاتحاد السوفيتي )  ولم  تثبت قضية واحدة من تلك  الاحداث ان امريكا تدخلت لعيون ذلك الشعب او بدافع انساني .

وها هي اليوم تمارس الابتزاز  والهيمنة على اغلب الشعوب عسكريا وقتصاديا ، ومن ذلك تهديدها  وممارستها الحصار على دولة ذات سيادة  وهي ايران والذي هدد الرئيس الامريكي الايرانين مرات عديدة بانه سيجعل ايامهم صعبة جدا وطبق حصارا شديدا عليها  وكان يتوقع ان ينهار الاقتصاد الايراني ويتفكك النظام ، تلك السياسات التي جعلت الشعب الايراني   يعاني كثيرا وكان الكل يتوقع انهيار الاقتصاد الايراني

ولكن الواقع اثبت العكس فالاقتصاد الامريكي هو اقرب للانهيار من الاقتصاد الايراني الذي اعتاد الشعب الايراني على تقلباته وعلى العكس من ذلك الشعب الامريكي الذي يعصف به فايروس صغير تدميرا لمعظم مناحي الحياة ، وكأن  الارادة الالهية تريد ان تقول لهم مهما بلغتوا من قوة ومن رباط الخيل سوف تدمرون باصغر كائن  حي بالخليقة  فلا تنفعكم  بوارجكم ولا حروبكم ولا سلبكم لثروات الشعوب  ، لذلك نقول لكم ان الشعوب المستضعفة في العالم تعرف حجم الالم الذي تعانون منه  الان لانها عاشته بالفعل على ايديكم  ذلك الالم ، فاذلك  الشعب السوري

وكذلك اليمني  والذين يعانون لليوم كوارث تدخلكم في مصيرهم فهل  يعي الشعب الامريكي بعد كارثة كورونا وانهيار الاقتصاد الامريكي الوشيك وتفكك اوربا  وخذلان الحلفاء ؟ حجم مايفعله قادته بالشعوب ؟  وهل يعي ويشعر الشعب الامريكي بحجم المأساة التي تعيشها الشعوب التي  تعاني الحصار والتهجير  من تدخل امريكا فيها او كانت هي السبب في اطالة محنتها؟  وهل يعي الشعب الامريكي الذي  تخدعة حكومته  ان هناك قوى في الكون ليس للامريكا   ما تملك من الوقوف في وجهها ؟ وهل يعي الشعب الامريكي  ان القوة والهيمنة  ليس هي السبيل الوحيد لتامين مصالحهم كاشعب  يريد ان يعيش بسلام

؟ واخيرا نقول لكم اننا لا نتمنى ان نرى فيكم مالم تكونوا ترونها فينا ولا تشعرون به     وما  تصوره لكم قياداتكم عن اسباب تدخلها  في تلك الدول،  وعلموا اننا  وانتم في هذا الكون على ظهر سفينة واحدة ان غرقت غرق كل ركابها؟ واخيرا نتمنى عليكم اعادة حسابتكم .

فالقوة لم تعد السلاح الوحيد الذي يتحكم  في الكون .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك