المقالات

هل نكون أمام كابينة حكومية ترضي الجميع قبل بداية رمضان ؟  


محمد كاظم خضير

 

لا يختلف اثنان على القول بأن التعثر السياسي والتدهور الاقتصادي والمالي في العراق قد بلغ الذروة، وان الأزمات المفتوحة على غير صعيد باتت تبعث على الخوف من ان يشرع استمرارها الأبواب على المجهول، خصوصاً وان ما يظهر من واقع الحال على مستوى المنطقة لا يطمئن حيث ان العراق يترك لمصيره.

في تقدير البعض ان مرد التعامل الإقليمي والدولي هذا مع العراق يعود لكون ان ازمته الحكومية وغير الحكومية لم تعد محلية بل هي أزمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأزمات المنطقة المتشعبة والمعقدة، وبالتالي فإن الحل لن يكون مجتزأ بل سيكون من ضمن تسوية شاملة بدأ العمل على انضاجها في مطابخ دول القرار.

وفي رأي هؤلاء انه لا يفترض بأهل القرار في العراق انتظار هدوء العاصفة التي تضرب المنطقة، وعليهم العمل قدر الإمكان ترتيب البيت الداخلي للحد من الخسائر التي يُمكن ان تلحق بهذا البلد نتيجة حالة اللاتوازن التي تعنيها المنطقة طولاً وعرضاً، وهذا يحتم عليهم الإسراع في طي الملف الحكومي والانصراف إلى مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية بعد انخفاض أسعار النفط التي لم يعتد العراق على مثيل لها منذ عقود من الزمن.

وتجمع المعطيات بأن المعنيين بالشأن السياسي والمالي قد تنبهوا إلى المخاطر التي تحدق العراق ، وقد تولّد لديهم في الساعات الماضية قناعة بضرورة انتشال الحكومة من النفق الموجود فيه، حيث تتقاطع المعلومات عند ايجابيات ظهرت أمس وهي ايجابيات قابلة للتطوير مع قابل الأيام بما يؤدي إلى تقديم الرئيس المكلف مصطفى الكاظمي توليفته الحكومية إلى البرلمان قبل رمضان . وهذه الإيجابيات مبنية على ثوابت حصلت كان من بينها اللقاء المطوّل الذي  جمعه مع رؤساء الكتل السياسية حيث حصل وفق بعض المعلومات توافق على مخارج للتأليف و بروز مؤشرات ومعطيات تؤكد اتجاه عملية التأليف إلى بر الأمان. 

وتؤكد المعلومات بأن الإيجابيات التي ظهرت أمس في حال استكملت اليوم وغداً فإننا ربما نكون أمام إعلان حكومة قبل قبل رمضان ، من دون الكشف عن شكل هذه الحكومة لكن يقال بأنها ستكون حكومة ترضي كل الأطراف، وان هذا الاستعجال في نزع الألغام التي كانت موجودة امام ولادة الحكومة جاء بعد ان وصلت الأزمة إلى منعطف خطير مع عودة التظاهرات بزخم قوي إلى الشارع.

وفي مقابل المنطق الذي يُؤكّد بأن كل الخطوات التي جرت في الساعات الماضية تدل بشكل واضح على اقتراب صعود الدخان الأبيض الحكومي، فإن منطق سياسي آخر يرى انه من المبكر الحديث عن قرب ولادة الحكومة، إلا إذا حدثت لحظة تجلي وذهب الجميع إلى اعتماد قاعدة تبادل التنازلات للوصول إلى حلول.

وفي رأي أصحاب هذا المنطق بأن الوضعين الداخلي والإقليمي يتطلبان وجود حكومة تكنوسياسية تكون قادرة على مواكبة التطورات المحتملة، وهذا الرأي يعارضه الرئيس المكلف الذي ما زال متمسكاً بحكومة تكنوقراط متجاوزاً مقولة ان ما كان يصح قبل اغتيال اللواء قاسم سليماني ودخول المنطقة في آتون النار لا يصلح الآن، ولكن السؤال هل يستطيع الرئيس المكلف تشكيل مثل هكذا حكومة وان يؤمن لها الغطاء السياسي بالطبع لا.. لكنه ووفق مقربين منه سيبقى يصارع لتحقيق هذا الهدف إلى أبعد الحدود، ما دام الذين سموه لا يستطيعون ان ينزعوا عنه صفة التكليف، لكنه في مطلق الأحوال لن يستطيع البقاء في المركب وحده.

وفي تقدير مصادر متابعة ان المرحلة السياسية الآن بلغت حدّ حك الركاب واثبات الوجود، وان مساحات المناورة ضاقت كثيراً، ففي اليومين الماضيين وصلت الأمور بالفريق الذي سمى الرئيس المكلف التفتيش عن مخارج دستورية لانتزاع التكليف منه لكنه وجد انها معدومة، ووصلت الأمور إلى حدّ التفكير بالاعلان عن عدم المشاركة في الحكومة وتركه لوحده ساعتئذٍ لن يستطيع الإقلاع، حيث في أسوأ الأحوال في حال استطاع العبور بالحكومة إلى المجلس فإنها ستسقط بضربة عدم نيل الثقة.

وترى المصادر اننا وصلنا إلى منعطف، فإما يُصار إلى التوازن في آخر لحظة على تأليف الحكومة، وإما ان يتخذ الرئيس المكلف قراره بالمتابعة، بمعنى البقاء على حافة الانتظار ومعه البلد وإما يعتذر.

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك