مهدي المولى
لا شك ان الديمقراطية هي الحل وهي الضمان لبناء عراق موحد حر ومستقل ولا شك أيضا إن نجاح الديمقراطية في العراق نجاح لأمريكا وفشلها فشل لأمريكا ليس في العراق فحسب بل في المنطقة كلها ولا شك ثالثا إن أمريكا تريد وتتمنى نجاح الديمقراطية في العراق ولا شك رابعا إنها سعت من أجل ذلك بقوة أي من أجل نجاح الديمقراطية في العراق لأن ذلك يعزز مكانة أمريكا في المنطقة ويمنحها المصداقية.
لكن أمريكا اصطدمت برغبات وتطلعات بقرها الحلوب اي العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود فهذه البقر ترى في نجاح الديمقراطية خطر يهدد وجود حكم هذه العوائل ويقبرها لأنه اي العراق الديمقراطي التعددي الحر سيشجع أبناء الخليج والجزيرة على رفض العبودية المفروضة من قبل هذه البقر وبالتالي يدفعهم الى الانتفاضة التي تسحق هذه العوائل وتزيلها من الوجود.
كما أن نجاح الديمقراطية في العراق سيقلب الواقع العراقي رأسا على عقب اي سينهي العراق الباطل الذي شيد منذ 1921 وحتى يوم 9-4-2003 وبناء عراق الحق لان العراق قبل التحرير كان بيد فرد عائلة قرية وبعد التحرير اي في العراق الديمقراطي عراق الحق أصبح بيد كل العراقيين ومثل هذا المفهوم لا يفهمها بقر ترامب وخدام الحرمين البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلي بل فهموها وفق واقعهم البدوي الصحراوي الإعرابي الوحشي وهو حكم الشيعة وصول الشيعة الى الحكم فوصول الشيعة في العراق سيشكل قوة رهيبة لا تدع لبقركم لكلابكم ال سعود ال نهيان ال خليفة من أثر ويومها لم ولن تجدوا بقر تدر لكم دولارات وذهب وحسب الطلب ويومها لن تجدوا كلاب تحرس مصالحكم وتحمي إسرائيل ويومها لن تجدوا من يعبدكم في الأرض هذا هو رد هذه البقر على رب البيت الأبيض ترامب.
هذا من جهة ومن جهة أخرى غباء وجهل الكثير من ساسة الشيعة وعدم فهمهم للواقع الجديد الذي بدأ بعد تحرير العراق من عبودية بيعة معاوية التي فرضها قبل 1400 عام فلم ينظروا للواقع نظرة عقلانية واقعية بحيث تستوعب كل ردود الفعل التي ستحدث وكيفية معالجتها المعالجة العقلانية بل بدءوا ينظرون نظرة سطحية انفعالية وأنانية من منطلق المصالح الخاصة فأدى ذلك الى تشكيل مجموعات مختلفة كل مجموعة لها أهدافها الخاصة وكل مجموعة تخالف المجموعة الأخرى وهكذا قل تأثيرهم رغم أنهم يؤلفون النسبة الأكبر من سكان العراق وسهل للقوى المعادية من اختراق الوضع السياسي والسيطرة عليه وحتى التحكم به في الوقت نرى ساسة الشيعة كل واحد ينطلق من مصالحه الخاصة وعقليته البدائية الساذجة وفي النتيجة انسحاب البساط من تحت أقدامهم من حيث لا يدرون.
كان المفروض بهم ان يضعوا خطة وبرنامج عمل قبل بدء عملية تحرير العراق ويتفقوا على بناء العراق الديمقراطية التعددي لأنه في صالحهم مائة في المائة وتكون مهمتهم دعم وترسيخ الديمقراطية لكن هذا لم يحدث أبدا رغم ان هناك دستور ومؤسسات دستورية والمفروض بهم ان يلتزموا بها ويعلنوا الحرب على كل من يحاول خرقها والتجاوز عليها مهما كان فخرق دستور والتجاوز عليه الوسيلة الوحيدة التي تمكن أعداء العراقيين أعداء الشيعة من تحقيق مراميهم التي يتمنون تحقيقها.
كان عليهم ان يعوا ويدركوا ان لأمريكا فضل كبير في إنقاذهم من الإبادة على يد صدام وال سعود وتحريرهم من العبودية كما عليهم ان يعوا ويدركوا أن أمريكا ليست جمعية خيرية تبحث عن الثواب ودخول الجنة أمريكا مصالح والمصالح هي التي دفعتها للإطاحة بصدام وزمرته المجرمة .
المعروف أن أمريكا كانت على يقين إنها غير قادرة على جعل ساسة العراق بقر حلوب وكلاب حراسة كما جعلت العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة ال سعود ال نهيان ال خليفة لوضع العراق المختلف في ألألوان والأشكال والمعتقدات والأعراق لهذا قررت اي أمريكا ان تجعل من العراق يابان المنطقة العربية والإسلامية يعني تريد من العراق ان يكون صديقا اي قريب منها ويتحرك وفق المسافة التي تحددها له لحماية الدولار من أي خطر يواجهه
وهذا يعني ان أمريكا تقسم دول العالم الى ثلاثة أنواع دول صديقة مثل اليابان الدول الغربية الرأسمالية ودول معادية مثل الصين أيران ومن معهما ودول بقر حلوب وكلاب حراسة ال سعود ال نهيان ال خليفة ومن معهم .
من هذا يمكننا القول أن أمريكا لا تقبل بأي دولة ان تكون في درجتها في مستواها والويل للدولة اذا فكرت مثل هذا التفكير مهما كانت أنها دائما تريد ان تكون الدولة الأكبر قوة عسكرية ومالية في العالم وما عدائها لإيران للصين وما قبلهما الاتحاد السوفيتي إلا لأنهم فكروا أن يكونوا بمستواها قوة وعلم وثروة .
وهذا يعني ان الشعوب على أبواب مرحلة من الحروب لكن وباء كورونا قلل من شأنها وقلل من مفعولها ومن الطبيعي ان الحياة ما قبل كورونا غير ما بعد كورونا وهذا يعني أن أمريكا قبل كورونا غير ما بعد كورونا.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha