المقالات

أمريكا والديمقراطية في العراق  

1604 2020-04-24

مهدي المولى

 

لا شك ان الديمقراطية  هي الحل وهي الضمان لبناء عراق موحد حر ومستقل ولا شك  أيضا إن نجاح الديمقراطية في العراق نجاح لأمريكا وفشلها فشل لأمريكا ليس في العراق  فحسب بل في المنطقة  كلها   ولا شك  ثالثا إن أمريكا تريد وتتمنى نجاح الديمقراطية في العراق  ولا شك رابعا  إنها سعت من أجل ذلك بقوة  أي من أجل نجاح الديمقراطية في العراق لأن ذلك يعزز مكانة أمريكا في المنطقة ويمنحها المصداقية.

لكن أمريكا  اصطدمت برغبات وتطلعات بقرها الحلوب  اي العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود فهذه البقر ترى في نجاح الديمقراطية خطر يهدد وجود حكم هذه العوائل ويقبرها  لأنه اي العراق الديمقراطي التعددي الحر  سيشجع أبناء الخليج والجزيرة على رفض العبودية المفروضة من قبل هذه البقر  وبالتالي يدفعهم الى الانتفاضة التي تسحق هذه العوائل وتزيلها من الوجود.

كما أن نجاح الديمقراطية في العراق سيقلب الواقع العراقي رأسا على عقب اي سينهي العراق الباطل الذي شيد منذ 1921 وحتى يوم 9-4-2003 وبناء عراق الحق   لان العراق قبل التحرير كان بيد فرد عائلة قرية وبعد التحرير اي في العراق الديمقراطي عراق الحق   أصبح بيد كل العراقيين  ومثل هذا المفهوم لا يفهمها بقر ترامب  وخدام الحرمين البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلي بل فهموها وفق واقعهم البدوي الصحراوي الإعرابي الوحشي وهو حكم الشيعة  وصول الشيعة الى الحكم  فوصول الشيعة في العراق سيشكل  قوة رهيبة لا تدع لبقركم لكلابكم ال سعود ال نهيان ال خليفة من أثر ويومها لم ولن تجدوا بقر تدر لكم دولارات وذهب وحسب الطلب  ويومها لن تجدوا كلاب تحرس مصالحكم وتحمي إسرائيل ويومها لن تجدوا من يعبدكم في الأرض  هذا هو رد هذه البقر على رب البيت الأبيض ترامب.

هذا من جهة ومن جهة أخرى غباء وجهل  الكثير من ساسة الشيعة وعدم فهمهم للواقع الجديد  الذي بدأ بعد تحرير العراق من عبودية بيعة معاوية  التي فرضها قبل 1400 عام   فلم ينظروا للواقع نظرة عقلانية واقعية   بحيث تستوعب كل ردود الفعل التي ستحدث وكيفية معالجتها المعالجة العقلانية  بل بدءوا  ينظرون نظرة سطحية   انفعالية  وأنانية   من منطلق المصالح الخاصة   فأدى  ذلك  الى تشكيل مجموعات  مختلفة كل مجموعة لها أهدافها الخاصة وكل مجموعة تخالف المجموعة الأخرى  وهكذا قل تأثيرهم رغم أنهم  يؤلفون النسبة  الأكبر من سكان العراق وسهل للقوى المعادية من اختراق الوضع السياسي  والسيطرة عليه  وحتى التحكم به في الوقت نرى ساسة الشيعة كل واحد ينطلق من مصالحه الخاصة وعقليته البدائية الساذجة وفي النتيجة انسحاب البساط من تحت أقدامهم من حيث لا يدرون.

كان المفروض بهم ان يضعوا خطة وبرنامج عمل قبل بدء عملية تحرير العراق   ويتفقوا على بناء العراق الديمقراطية التعددي لأنه في صالحهم مائة في المائة وتكون مهمتهم دعم وترسيخ الديمقراطية  لكن هذا لم يحدث أبدا رغم ان هناك دستور ومؤسسات دستورية والمفروض بهم ان يلتزموا بها ويعلنوا الحرب على كل من يحاول خرقها والتجاوز عليها مهما كان فخرق دستور والتجاوز عليه الوسيلة الوحيدة التي تمكن أعداء العراقيين أعداء الشيعة من تحقيق مراميهم  التي يتمنون تحقيقها.

كان عليهم ان يعوا ويدركوا ان لأمريكا فضل كبير في إنقاذهم من الإبادة  على يد صدام وال سعود وتحريرهم من العبودية كما عليهم ان يعوا ويدركوا أن أمريكا ليست جمعية خيرية  تبحث عن الثواب ودخول الجنة أمريكا مصالح  والمصالح هي التي دفعتها للإطاحة بصدام وزمرته المجرمة . 

المعروف أن أمريكا كانت على يقين إنها غير قادرة على جعل  ساسة العراق بقر حلوب وكلاب حراسة كما جعلت العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة ال سعود ال نهيان ال خليفة           لوضع   العراق المختلف في ألألوان والأشكال والمعتقدات  والأعراق   لهذا  قررت اي أمريكا  ان تجعل من العراق يابان المنطقة العربية والإسلامية يعني تريد من العراق  ان يكون صديقا اي قريب منها ويتحرك وفق المسافة التي تحددها له لحماية الدولار من أي خطر يواجهه

وهذا يعني ان  أمريكا  تقسم  دول العالم الى ثلاثة  أنواع  دول صديقة   مثل اليابان الدول الغربية الرأسمالية ودول معادية مثل الصين  أيران ومن معهما ودول بقر حلوب وكلاب حراسة  ال سعود ال نهيان ال خليفة ومن معهم .

من هذا يمكننا القول أن أمريكا لا تقبل بأي دولة ان تكون في درجتها في مستواها والويل للدولة اذا فكرت مثل هذا التفكير مهما كانت أنها دائما تريد ان تكون  الدولة الأكبر قوة عسكرية ومالية في العالم وما عدائها  لإيران للصين وما قبلهما الاتحاد السوفيتي إلا لأنهم فكروا أن يكونوا بمستواها  قوة وعلم وثروة .

وهذا يعني ان الشعوب على  أبواب مرحلة من الحروب  لكن وباء كورونا  قلل من شأنها وقلل من مفعولها ومن الطبيعي ان الحياة ما قبل كورونا غير ما بعد كورونا وهذا يعني أن أمريكا قبل كورونا غير ما بعد كورونا.

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك