كندي الزهيري ||
علي عليه السلام ،ذلك الاسم العظيم الذي لا يعرف سرة غير الله ورسول ،حيث قال رسول الله محمد صل الله عليه واله ((يا علي ما عرف الله غير وغيرك، وما عرفيني إحدى غير الله وغيرك، وما عرفك احدا غير الله وغيري)).
عندما قال الله للملائكة انبؤني بالأسماء قالوا لا علم لنا ،فقال يا آدم انباهم ففعل ،تلك الاسماء هي "محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم اجمعين " وهذا ما جاء تأكيده في حديث الكساء.
علي ابن ابي طالب عليه السلام، اختص بالقب( امير المؤمنين) ولا يوجد احدا له الحق بأن يطلق على نفسة هذا القب لانه ختم من قبل لله وخصه بهي علي عليه السلام.
: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لما اسرى بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلي ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمد، اقرء (علي بن أبي طالب أمير المؤمنين) فما سميت به أحدا قبله ولا أسمى بهذاً أحدا بعده) البحار: ج 37 ص 290 عن أمالي الشيخ ص 185.
رجل للصادق عليه السلام (أمير المؤمنين). فقال: مه ! فانه لا يرضى بهذه التسمية أحد إلا ابتلاه الله ببلاء أبي جهل )البحار: ج 37 ص 334.
قال رجل لجعفر بن محمد عليهما السلام: تسلم على القائم بإمرة المؤمنين ؟ قال: لا، ذلك إسم سماه الله أمير المؤمنين، لا يسمي به أحد قبله ولا بعده إلا كافر. قال: وكيف نسلم عليه، قال: تقول (السلام عليك يا بقية الله.[ تفسير فرات: ص 64 ].
جاء في تاريخ ابن عساكر[ عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )" أسكب إلي ماء أو وضوءا" فتوضأ ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: ( يا أنس أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين سيد المؤمنين علي).
لم أطلق عليه أمير المؤمنين و لم يطلق عليه أمير المؤمنين ؟ فليكن ملك المؤمنين أو خليفتهم ؟ و ماذا هو المقصود من كلمة أمير؟ أقول في الجواب : إنّها تشير إلى القيادة في الحرب ، وهل كان هناك حربٌ أو سيكون في المستقبل ؟ ثمّ كون عليٍّ عليه السلام أميراً قائداً للمؤمنين يتطلّب وجود أمير آخر يقود الفاسقين و الكافرين و المشركين ؟ نعم هو إبليس اللعين ! من هنا نستنتج أنّ هناك جيشين متقابلين ، جيش يقوده عليّ وهو حزب متناسق في الباطن أطلق عليه القرآن حزب الله و جيش متشتت في الباطن يقوده الشيطان وأطلق عليه حزب الشيطان ، فبالنسبة إلى حزب الله و قائدهم قال :(إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ)(المائدة/55 و56). وبالنسبة إلى حزب الشيطان و قائدهم قال (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ)(المجادلة/19).
اذا علي متمثل بقيادة حزب الله إلى يوم القيامة ، والشطان له حزب ،وهذا يؤكد قوله تعالى (( انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا)) نحن مخيرين بين حزب الله وحزب الشيطان ،
قد يتسأل البعض يقول لماذا نبحث في الماضي تلك امة لها ما كسبت وعليها ما كتسبت ؟!.
الجواب: لا شك أنّ النبي الأكرم هو مَلك الوجود في جميع الأكوان وقد ورد عنه صلى الله عليه وآله ( كنت نبياً و آدم بين الماء و الطين ) وقد رواه الشيعة و السنة بألفاظ متعددة راجع المستدرك - الحاكم النيسابوري ج 2 ص 608 : وعن ميسرة العجر قال قلت يارسول الله متى كتبت نبيا قال (وآدم بين الروح والجسد ) الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 5 ص 184 وقد مرّ الحديث في شأن أمير المؤمنين عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين لما أنكروا فضائله ، سمي بذلك وآدم بين الروح والجسد..) فكلاهما كانا قبل أن يخلق النبي آدم.
ابن حسنَوَيه ( ت 680 هـ ) في ( درّ بحر المناقب:78 ـ من المخطوطة ) بالإسناد إلى أبي ذرّ رضي الله عنه قال: أمَرَنا رسول الله صلّى الله عليه وآلة أن نسلّم على أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وقال: « سَلِّموا عليه بإمرة المؤمنين، وأنّه وليُّ كلِّ مَن يسكن الأرض إلى يوم العرض. ولو قدّمتموه لأخرَجَت لكمُ الأرض بركاتِها؛ فإنّه أكرمُ مَن عليها مِن أهلها .
نستخلص من ذلك من أراد الحياة والعزة والكرامة فعليه بحزب علي عليه السلام ومن أراد ذل والهوان فعليه بحزب الاستكبار العالمي المتمثل بحزب الشيطان .
قضية علي بدأت قبل الخلق ولا تنتهي إلا بعد الخلق الانها قضية كونية مرتبطة بالصراع الأزلي بين الحق والباطل ، بين المقاومة الاستكبار ،بين العلم والجهل لم تختصر بزمن او مرحلة إنما كانت ولا زالت في قلوب الإنسان، ولها صاحب متمثلة بصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف..
فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا...
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha