المقالات

ألواح طينية؛ لا وفاء للثعالب..!  

1551 2020-05-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

الذي حصل بُعَيد إزاحة الصخرة الصماء، المتمثلة بنظام القيح البعثي عام 2003؛ هو بالحقيقة بداية صراع الثعالب المهاجرة، وقد كان صراعاً حتمياً لابد أن يحدث، فالثعالب قد تتوافق مرحلياً، لكنها في النهاية لابد أن تأكل بعضها.

لقد قال معظمهم ؛ أنهم لا يريدون السلطة، وإ، كانوا سعوا اليها فإنما سعيهم اليها من أجل أن يخدموننا،  وكان علينا أن نصدق قولهم، لأن لا خيار آخر بيدنا، صدقنا قولهم مع أننا نعلم علم اليقين، وكتجربة إنسانية، أن أفعلهم لن تكون كأقوالهم، وكانت النتيجة أن ما قاموا به، ما هو إلا بحث عن طريق جديد للسلطة!

 بعد سبعة عشر عاما من الخديعة، تلاشت ثقتنا بثعالب السياسة، وبتنا نشتمهم بأقذع الشتائم، ولأنهم ثعالب كانوا هم أيضا؛ وعلى عادة النساك المتعبدين، يشتمون أنفسهم ودموعهم تفيض بالدمع، بل ظهر كثير منهم على شاشات النلفزيون، مقرين معترفين بذنوبهم، مقرين بأخطائهم، بل أن منهم من أعترف بأنه لص!

لقد رسبوا في معظم الإخابارت، ولا أتصور أن أحداً يمكن أن يثق بشخص، رسب في اختبارات عديدة، لكن لأن السياسة هي فن الممكن، ولأننا لا نعرف بالحقيقة غيرهم، فقد كنا نذهب الى صناديق الإختبار لنمنحهم ثقتنا، بل كنا نصلي خلفهم متضرعين الى الخالق أن يحفظهم، فيما كانوا يتضرعون اليه جل ثناؤه، أن يزيدنا غفلة كي يأكلوا مزيد منا، تماما كدعاء الثعلب يوم أم الدجاج في صلاة!

قديما كانت الناس تذهب الى المشايخ بحثا عن علاج عندما يصبهم مرض أو جرح، ويحكى أن أحد الأعراب عضَّه ثعلب، فأتى لإحد هؤلاء المشايخ ليرقـيَه من العضة، واستحيا أن يقول للراقي إنه أصيبَ من عَضَّة ثعلب، وقال: عضَّني ذئبٌ؛ فارْقِــني منها، فبدأ الراقي بالقراءة عليه والنفث، فقال له بصوتٍ منخفض: حبذا – أيها الشيخُ – أن تخلطَ رقيتَكَ هذه بـِـرُقْــيَةِ الثعالب!

قصة هذا الأعرابي وعضة الثعلب؛ تختصر لنا حكاية تصرفات السياسيين كلها، كما توضح لنا  مواقف غالبية؛ من نسميهم جزافا بالنخب الفكرية والإعلامية تجاه الأحداث؛ فجميعهم يتحدثون عن "قيم عليا"، وعن "أخلاقيات" و"أهداف نبيلة"؛ وعن "واجب" محاربة الفساد، وعن "أولويات" الوطن والمواطن والمواطنة والوطنية، بـ"طنين" كنا احت تأثيره المخدر لسبعة عشر عاما.

 لكن الهدف الحقيقي للسياسي الثعلب، يظل قابعًا تحت تلك الشعارات الظاهرية، وذلك أن الجمهور يبحث عن البطل، الذي يمثل تلك القيم العليا، ويحقق تلك الأهداف السامية، والسياسي يطرح نفسه على أنه هو البطل الذي يحقق ذلك، فهو داعية الخير والحسن والجمال، وهو محمل القيم العليا وصاحب الأهداف النبيلة، ويصور لنا خصومه على أنهم دعاة الشرور والقبح والأهداف الشخصية الدنيئة!

الثعلب السياسي تقف معه وخلفه وسائل إعلام جبارة، تمتلك مواهب وآليات عظيمة، اتتكفل بصنع ذلك كله!

كلام قبل السلام: ساستنا ومن يتحكمون في صنع القرار بهذا البلد رضعوا حليب الثعالب، فقد أوهموننا بأنهم ردوا لنا حقوقنا السياسية وخيراتنا الاقتصادية، غير أنهم في حقيقة الأمر لا يردون لنا إلا أوهاما يصنعونها، لنتهافت عليها ليأخذوا منا في غمرة تهافتنا على تلك الأوهام، ما تبقى من خيرات ومقومات ..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك