🖋 قاسم العبودي
بعد أن خانوها أبناء جلدتها ، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من النسيان ، ومحوها من ذاكرة الثائرين ، ظهر أبن الزهراء ، وسليل محمد وأبناءه ، لينفض عنها غبار سنابك الخيول التي تركتها ومضت لغير وجهتها . قام أبن فاطم وأزاح عن جدرانها بئس المنافحين عنها كذباً ورياء .
نعم أنه روح الله الذي أخرج القدس من تيهها الذي عاشت فيه ردحاً من الزمن ، عابرا بها الى العالمية ، متخطياً بها همهمة العابرين الذين ساومو عليها ، وباعوها بثمن بخس . القدس بيومها العالمي أنما تدين لروح الله بث الروح فيها .
لقد أعاد الأمام روح الله أعلى الله مقامه رمزية القدس التي عبر بها من المناطقية والمذهبية الى العالمية التي تلاقفت الفكرة أكثر من ١٦٨ دولة في العالم فكرة يوم القدس .
يوم القدس العالمي أعادة للأمة الأسلامية جزء من هيبتها التي فقدتها على مر السنين بسبب سياسات الشيطان الأكبر ، وأذرعه التي ( أنبطحت ) أمام جبروت الهيمنة الأمريكية واللوبي الصهيوني .
يوم القدس ، هو يوم من أيام الله ، التي يتقرب بها المسلمون الى الله ويتوحدوا في بودقة الأسلام الأصيل .
بعد أربعة أشهر فقط من أنتصار الثورة الأسلامية الكبرى ، في شهر آب تحديداً من عام ١٩٧٩ ، أطلق الأمام صيحته الكبرى ، ومشروعه الألهي بتحرير القدس وأعادتها الى حاضرتها الأسلامية . كان شعار يوم القدس الموت للشيطان الأكبر ، وهو الشعار الذي لم تلفت له الأمة في سابق عهدها ، فكان مشروع للمستضعفين على أمتداد المعمورة .
لذا أول من تلقف هذا المشروع هم الصفوة ، والنخبة من المستضعفين الذين جعلوا شعار القدس رمزا ، ويوماً لمقارعة المستكبرين ورفضهم للهيمنة الأمبريالية التي عصفت بالعالم كله .
الجمعة عيد المسلمين جميعاً ، والشهر الكريم شهر الله الذي تصوم فيه جميع الشعوب الأسلامية لذا كان مشروع الأمام ، مشروعاً توحيدياً لكل الأمة ، التي غيبها أنبطاح قادتهم ، وتقزمهم أمام الشيطان الأكبر الذي عاث في الأمة فساداً ونهبا .
على جميع أبناء الأمة الأسلامية اليوم الأستعداد للتغير القادم ، والذي سيعود بالقدس الى الأسلام المحمدي الأصيل .
يوم القدس هذا العام يفتقد قادة النصر الذين دفعوا حياتهم ثمناً كبيراً للسير والسلوك في خدمة هذا المشروع الألهي الكبير ، لذا يجب على الجميع تبني مفهوم القدس وفق رؤى القادة الذين أسسوا ورسموا خارطة تحرير القدس ، والذين رحلوا وحملونا الأمانه التي يجب أن لا تكون محل جدل وتشكيك ألبته .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha