المقالات

الحوار الأستراتيجي القادم بين العراق وأمريكا..ما هو المتوقع؟  


علي فضل الله الزبيدي

 

الإتفاقية الاستراتيجية العراقية الامريكية لعام 2008والتي سميت بالامنية.. وكان الأمن أحد بنودها وليس الاتفاقية كلها.. ورغم ما اتبعها من تعديلات أو إتفاقيات اخرى بهذا المجال وما اكتنفها من غموض ولغط كبير.. من المتوقع في بداية الشهر القادم ان يكون هنالك حوار(مفاوضات) استراتيجي بين الطرفين قد يتناول الاتفاقية الاستراتيجية وقد نشهد تعديل لبنود هذه الاتفاقية أو إضافة أو تفعيل والاغلب هو آلغائها وإبرام اتفاقية جديدة تتناول جوانب عدة كالجانب الأمني والعسكري والتسليح والتدريب والصيانة للمعدات الحربية الأمريكية وكذلك الجانب الاقتصادي والثقافي وباقي المجالات الأخرى.

وهنا لا بد من بعض الاثارات(المحاور التفاوضية)

 -ماهي ابرز المحاور التي سيتضمنها الحوار الاستراتيجي الامريكي العراقي؟

- هل هناك مخطط مسبق لاختيار الكاظمي ليكون ممثلا لحكومة العراق في الحوار المرتقب؟

-ما هو المتوقع في حال اصرار العراق على انسحاب القوات الامريكية(وان كان هذا مستبعد.. ولكن فرض المحال ليس بمحال)

- كيف سيكون موقف ايران من الحوار الاستراتيجي المرتقب، وانعكاسات ذلك على فصائل المقاومة الاسلامية؟

من المفترض أن تكون هنالك رؤيتان متقاطعتان في موضوع المحاور للقاء المفترض بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية

الرؤيا العراقية ضبابية قائمة على ردة الفعل في ظل تشتت القرار الجيوسياسي العراقي بسبب الخلافات الداخلية العراقية بين الطبقة السياسية.. بينما في الطرف الثاني أي الجانب الأمريكي لديه أهداف محورية مهمة تحديد قواعد عسكرية قد تصل إلى خمسة قواعد تنتشر على طول الجغرافية العراقية والإبقاء على مقاتلين بقرابة عشرة آلاف مقاتل مع نصب منظومات دفاع الباتريوت والسيطرة على التسليح العراقي للمرحلة القادمة وخصوصا منظومات الدفاع الجوي وأجهزة الرصد وتوفير الحصانة المقاتلين الأمريكان من ملاحقة القوانين العراقية.. وزيادة التبادل التجاري عبر استثمار مراكز الطاقة للغاز والنفط والعمل على احتكار السوق العراقية من خلال ضخ الواردات الأمريكية.. وزيادة التبادل الثقافي والخبرات العلمية مع المؤسسات والمراكز البحثية الأمريكية.

اما ما يخص موضوع الحكومة التي استقالت بضغوط داخلية وتأجيج خارجي..ان الحوار المرتقب يحتاج إلى أدوات عراقية تكون داعمة لما يخطط له الامريكان في موضوعة التفاوض لذا نلاحظ أن أمريكا كثفت جهدها بإزالة عبد المهدي لما يمتلكه من كياسة وخبرة سياسية واقتصادية قد تكون محرجة للأمريكان في موضوع تعديل الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعت سابقا مع الجانب العراقي.. لذا فقدوم الكاظمي كان مخطط له لمرحلة التفاوض بوجوده اتوقع سوف يكون داعما"لتحقيق المصالح الأمريكية أن تصبو إليه الولايات المتحدة الأمريكية  على حساب المصالح العراقية والإيرانية.

ثم نأتي لو أن العراق طالب الأمريكان بالخروج من العراق.. من المؤسف اننا لا نملك رؤية حقيقية (كحكومة عراقية) لما بعد انسحاب التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.. ولأننا دولة هشة لا اتوقع غير التحول للمعسكر الثاني هو الاندماج مع المحور الصيني الروسي الإيراني لان العراق دولة غير مكتملة وغير ناضجة سياسيا واقتصاديا وامنيا جراء الفساد المالي والإداري الذي نهش جسد الدولة ..فأمريكا التي تسيطر على القرار الدولي سوف تمارس ضغوط كبيرة وسوف تعمد لإدخال العراق بعزلة دولية اقتصادية وسياسية اذا لم يكن هنالك ضربت عسكرية للقوات العراقية تحديدا مواقع الحشد الشعبي.. فهذه القوة تعتبر عائق امام المخططات الأمريكية في العراق بل تكون ومن يقف ورائها من الطبقة السياسية سببا" بإخراج القوات الأمريكية.

هنا لا بد أن لا ننكر التأثير الأيراني على القرار السياسي بإعتبارها حليف أستراتيجي للعراق.. وما يمثل العراق لإيران من أهمية جيو_أستراتيجية.. فأتوقع إيران وبعد اثار الحصار الاقتصادي الأمريكي بدأت تعاني كثيرا".. وهي تدرك جيدا أهمية الانتعاش الاقتصادي للعراق كونه الرئة التي يتنفس منها الاقتصاد الإيراني لذا اتوقع ان إيران لن تمانع ولكنها سوف تضع محددات للحوار الاستراتيجي واحدة من هذه المحددات هو عدم المساس بفصائل المقاومة وضمان عدم المساس بالمصالح الأيراني على الجانبين الأمني والاقتصادي والمحافظة على حجم التبادل التجاري..

من هنا على الساسة العراقيين أن يدركوا جيدا أن العراق يجب أن يتحول من نقطة لتقاطع المصالح الدولية إلى منطقة لتلاقي تلك المصالح وخلق حالة من التوازن الدولي لخلق حالة من الاستقرار السياسي والأمني في العراق والمنطقة ليكون سببا إيجابيا لانتعاش العراق على كافة المستويات والأصعدة.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك