🖋 قاسم العبودي
نعتقد أعتقاداً جازما ، أن التشظي وغياب الرؤيا الحقة لدى أغلب الكتل السياسية في العراق ، فضلاً عن الأندكاك في تنفيذ أجندات أمريكية ، سيقود مفاوضات بغداد وواشنطن الى طريق يهيمن المحتل الأمريكي على الداخل العراقي بطريقة أو أخرى .
هناك ترجيح لدينا ، وشبه أعتقاد بأن المحتل الأمريكي سيحاول الألتفاف على القرار البرلماني القاضي بأخراج قواته من العراق ، بطريقة خبيثه يجعل معها المفاوض العراقي في حيرة كبيرة من أمره .
وقد صدر البيان الأول يوم أمس بعد اللقاء بين الوفدين العراقي والأمريكي الذي أشار بهدوء الى أمكانية خروج بعض قوات الولايات المتحدة الأمريكية من العراق أمتثالاً لقرار البرلمان العراقي .
ما حصل يوم أمس حوار وليس أتفاق ، وشتان بين الأتفاق والحوار ، وجل ما نعتقده ، بأن المحاور العراقي الذي تكتمت عليه الحكومة العراقية طويلاً ، أنما سقط في فخ الشيطان .
من وجهة نظرنا ، نعتقد بأن السيادة خط أحمر لأي دولة في العالم ، ولما كان الأحتلال هتكاً واضح لهذه السيادة ، فيفترض بالمفاوض العراقي بأن يكون ثعلباً ماكراً امام ذئب خبر طريقة الأفتراس والغدر .
يجب أن لايكون هناك تفاوض مع الجانب الأمريكي في مسألة بقاء القوات الأمريكية ، كون هذه المسألة حسمت تحت قبة البرلمان العراقي . المفروض التفاوض يكون خارج سياق هذه الجزئية التي أتعبت الشعب العراقي كثيراً .
كان يجب على الجانب العراقي المفاوض ، فرض الأعتذار من قبل الجانب الأمريكي في مقتل الشهيدين الحاجين سليماني وأبي مهدي المهندس ، وأمام الشعب العراقي وبشكل شفاف وواضح .
كنا نتمنى أن يستغل الجانب العراقي هذا اللقاء بالضغط على الأمريكي من أجل أنتزاع بعض القرارات المهمة ومنها أن ترفع أسماء الفصائل التي صنفتها واشنطن في وقت سابق بأنها أرهابية .
كنا ننتظر أن ينتزع الجانب العراقي من الأمريكي رفع أسماء الشخصيات المقاومة للأحتلال بأنها أرهابية . لكن للأسف الشديد ذهب اللقاء الأول دون الألتفات الى هذه المسائل المهمة ،التي جعلت من المفاوض العراقي لقمة سائغة في فم المفاوض الأمريكي .
كان يجب أن يكون أنتهاك السيادة العراقية يوم أغتيال الشهدين سليماني وأبو مهدي المهندس ، حاضراً لدى ذهنية المحاور العراقي ، الذي تغافل متعمداً أم ساهياً هذا الموضوع المهم . هذه الأطروحات لو أنها كانت حاضرة ، لدعمت موقف المفاوض العراقي وجعلته أكثر صلابة .
أنا على مستوى شخصي لا أرى خروج للقوات الأمريكية في القريب العاجل ، وأن حصل هذا الأنسحاب أرى أنه أنسحاب تكيتي لأعادة التموضع في العراق بطريقة أخرى ، ربما تكون أكثر وبالاً على الشعب العراقي من التواجد العسكري ، كأن يكون هيمنه على القرار العراقي وتدخلاً سافراً بصنع القرار السياسي .
خروج القوات الأمريكية المحتلة لن تؤثر على الأمن الداخلي العراقي ، بل بالعكس ستزيد من قدرة العراقيين على ضبط الحدود الغربية للعراق مع سوريا ، وقطع الطريق أمام دخول قطعان داعش الأرهابي مره أخرى الى العراق .
أن تنامي القدرات القتالية للقوات العراقية ، كفيلة بالتصدي لأي محاولة لزعزعت الأمن في العراق ، عكس ما تدعيه القوات الأمريكية بأن داعش سيعود في حال أنسحبت القوات الأمريكية من العراق .
أذا لم يضع المحاور العراقي مصلحة الوطن العليا بالسيادة المطلقة ، وخصوصاً هناك مطلب مرجعي من النجف الأشرف ، وأصطفاف جماهيري ، فضلاً عن القرار البرلماني القاضي بخروج القوات الأمريكية من العراق ، فان ذلك سيكون خرقاً كبيرا .
(( البصيرة .. أن تصبح سهما بيد دولة الفقيه ليسدد في صدر الشيطان الأكبر )) .
https://telegram.me/buratha