المقالات

قداسة القضاء وجرائمه  

1461 2020-06-25

سجاد العسكري ||

 

    قدسته الشرائع السماوية ,والقوانين الوضعية منذ نشأتها الى يومنا هذا , فهو قوة فعالة يلتجأ اليها الضعيف ,والمظلوم ...وهو من اسمى المناصب به يسود العدل والاستقرار وحماية المجتمع , وارجاع الحقوق المسلوبة واستيفائها لمستحقيها , وان يعيش الجميع تحت ظله بأمن وسلامة وطمأنينة في المال والجسد والارض ,وتحقيق مصالحهم , نعم انه القضاء فللقضاء اهمية عظيمة لطبيعة المهمة الملقاة على عاتقه فهو قوة مؤثرة وفاعلة لترسيخ اسس العدالة والمساواة.

  في الاسلام عد منصب القضاء اعلى منصب بعد امارة المؤمنين ,وذلك لأهميته لدى الناس فبه وبعدالته لايصبح الناس فوضى ,وكما نعلم بأن التنازع والخصومة بين البشر هي سنة الكون طالما فيها الضعيف والقوي, الفقير والغني ,والمظلوم والظالم , والبسيط والمسكين والمتنفذ المتسلط ... فمن الطبيعي ان تكون من لوازم البشر التنازع ,وفي كل هذا بحاجة لمن ينصف الضعيف والمظلوم وان ينعم المجتمع باستقرار والا اختل النظام وعمت الفوضى كما نشاهد اليوم في العالم من هيمنة وتسلط الاقوياء الاغنياء على حساب الطبقات الاخرى  .

    فالقضاء له ثلاثة مهام رئيسية (الفصل, والحماية ,والعدالة) قد تكون هذه اهم مرتكزات او اهداف القضاء سواء كان الحكم اسلامي ام غير اسلامي ولعل الاية القرانية تشير الى هذه المعاني  قوله تعالى: «ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتهم بين الناس ان تحكموا بالعدل» فمسألة الفصل بين الناس هي امر من الله وهي امانة وحماية المجتمع من منزلقات الحكم بالاهواء والرغبات والرشوة ,وعلى هذا فان الفصل في النزاعات باتباع القوانين يؤدي الى حماية المجتمع من الفوضى ليسود العدل ,وتتجدد ثقة المجتمع والافراد بالقضاء .

  وهنا نذكر بحديث للحاكم العادل علي بن ابي طالب حين قال لشريح القاضي:«قد جلست مجلسا لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبي أوشقي» فالامام علي ينوه بأن هذا المقام من مقامات الاختصاص اللاهي يهبه لمن يشاء المولى والا كان مدعيه شقي ,وفي حديث للامام علي عن معنى الشقي يقول :(الشقي من انخدع لهواه وغروره) ,وفي حديث اخر عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال:(ثلاثة لايخالفهم الا شقي: العالم العامل, واللبيب العاقل, والامام المقسط) اذ نستنتج ان النوع الاخر والذي يبتعد عن الحكم الصحيح والاصلح للمجتمع هو من يحكم بغير علم وتحركه اهوائه وغرائزه ,وفي كثير من الاحيان يحكم بماترغب به السلطة الحاكمة وان خالف تشريع سماوي او قانون وضعي .

  فلو أخذنا مثال على انحرافات القضاء في عصرنا هذا داعش والحكم والقضاء لديهم على اساس التكفير واصدار الاحكام بالادانة والتجريم واستعمال القوة المسلحة القسرية ,وهذا التنظيم التكفيري الارهابي يبث رعب الشريعة لألغاء الشريعة السمحاء في الحوار والجدال والتعارف ,فكان ادعائه انه يحكم بشرع الله ,ولكن المظالم والاحكام التي تصدر , والتجاوزات تدحض هذا الادعاء ,والعجيب انهم يأخذون بالنيات لا بالافعال مثلا (عند اعدامهم شاب بتهمة التعاون مع الجيش الحر ,لأن الجيش الحر طلبوا من هذا الشاب تحويل محطة الوقود التي يملكها الى مركز اعتقال داعش ,ورفض بأن هذا المكان لايصلح لهذا الغرض وانتهى ,العجيب انهم اعتبروا كلامه هذا موافقة مبدئية فعلى هذا الاساس تم اعدامه ولم يسلموا جثتة ومنع من دفنه في مقابر المسلمين ), هذا فيض من غيض جرائمهم التي استندت على الحقد والتكفير لمن يقول لااله الاالله محمد رسول الله ومن جرائمهم المذابح والتفجير والقتل في العراق لفريق رياضي او لطلبة جامعيين ...

    اما مايخص القضاء العراقي بصورة خاصة فانه ليس ببعيد عن الاخطاء والفساد المتفشي بين هذه الطبقة فالجلاد يطلق سراحه والضحية لاحول ولاقوة لها لتموت قهرا , والقضايا كثيرة, فاسدين يسرحون ويمرحون , وقتلة يرجعون ويكافئون , ومحرضين يعينون في اماكن حساسة وفعلا تنطبق علينا المقولة (من امن العقاب أساء الأدب),والعجب كل العجب وجود اعترافات بالصوت والصورة ؟!!!فينطق حكم القضاء عدم كفاية الادلة !!فالنظرية معروفة (نسق ..ادفع ..افراج.. مبارك يحيا العدل) ؟!

  هنالك امثال روسية تقول(القاضي والطبيب يقتلان دون أن يعاقبا... ليس القانون هو ما يخشى بل القاضي... لا تخف من العدالة بل من القاضي) نعم القاضي لا القانون – مهنة القاضي – نعم اصبحت مهنة بل من اخطر المهن اليوم , من المفترض يكون السيف الذي يجرد في وجه القوي والباغي, وعلى هذا الاساس يجب ان يكون للقضاء مركزا خاص يؤمن له القيام بمهامه وهو مايدعي بتامين استقلاليته ولا سلطان على احكامه الا القانون ,ولا يكون هذا الا بأختيار شخصيات معروفة بالورع حتى يصدق فينا قول النبي صلى الله عليه واله (ان الله لا يقدس أمة ليس فيهم من يأخذ للضعيف حقه).

   متى تسترجع الحقوق , وينتصر الضحية , وصيانة المجتمع ,تكون ثقتنا بقضائنا حين اذن؟!

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك