المقالات

اصبع على الجرح ..شريف روما ....  

3132 2020-06-28

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

مثل شعبي مشهور سمعناه من إبائنا ورددناه كثيرا (( شريف روما )) لكن الغالب الأعم لا يعرف من هو شريف روما وهل هو شخصية عراقية ام رومانية كما يتوقع أغلب الناس .  هذا المثل أصله بغدادي ويعود الى ثلاثينات القرن الماضي في قصة طريفة عجيبة .

في الثلاثينيات لم يكن في بغداد مسارح أو حركة مسرحية مثل ما موجود في مصر  وكان الفنان المصري جورج أبيض هو من كبار رواد المسرح في مصر  قد

قرر أن يأتي بفرقته الفنية الى بغداد كي يعرض مسرحيته الناجحة جداً في وقتها (يوليوس قيصر) . من اجل توفير النفقات للسفر والإقامة فان الفنان جورج جلب معه  الممثلين الأساسيين في المسرحية ولم يإتي بالكومبارس معتمدا الحصول عليهم من أهالي بغداد . تفاجئت الفرقة بعدم وجود مسرح كبير في بغداد فأختاروا إحدى أكبر المقاهي في منطقة الميدان لتكون هي المسرح. تم ترتيب المقهى وبناء منصة العرض لكن المشكلة بقيت في توفير الكومبارس فالعراقيين لا يقبلوا أن يكونوا ممثلين لانه (عيب) . تلقى الفنان جورج ابيض نصيحة من أصدقائه في بغداد ان يستغل ما اشتهر به منطقة الميدان وقتها فإنها محلة تاوي في بعض ازقتها

اهل الهوى وحثالة المجتمع من المدمنين على الخمرة والنشالة والحرامية والمطيرچية والشاذين وجميع فئات ( التعبانين) الذين لا يستحون ولا عيب عندهم ولا كل شي وكلاشي  .. حيث يعطه خمس فلوس فيقوم له بأي دور مسرحي يريد ..  فعلاً جاء بهم وألبسهم دشاديش الرومان البيضاء ووضع على رؤوسهم أطواق الياس على أساس انها أطواق الغار  وقام بتدريبهم  حتى جاء يوم العرض المسرحي . كانت الامور تمشي على مايرام والمقهى التي عملوها مسرحا مليئة بالجمهور .. بدات المسرحية إلى أن وصلت إلى المشهد الذي ينادي به حاجب الملك بأعلى صوته:

"والآن يتقدم أشراف روما للسلام على جلالة القيصر"

والجمهور جالس ملتزم بالنظام يتفرج على المسرحية إلى أن ظهر الأشراف . هنا  بدأ الهرج والمرج والضحك والعفاط وكل ما لا يخطر على البال من مفردات خارج اللغة .

((( لك هذا منو؟

هذا عبود النشال ... ههههههه

لأ لأ .. دشوف هذا ؟

 رزوقي إبن شكرية الـحفافة !!! هلللللو يااااب ..

 وهذا عطة أخو حسنة ملص ،،

 لك شوفو هذا ابن حمدية العورة بواگ الطيور  )))

وتعالى الصياح من بين الجمهور  (((ولك إنزل، ولك صايرلي شريف روما؟ )))

هذه القصة اتذكرها وانا انظر تارة الى بعض الوزراء  وهم يرددون القسم او  وانا انظر الى الغالب الأعم لأعضاء مجلس النواب او من هم بدرجة سفير او مدير عام في دولة عراق الديمقراطية ما بعد التغيير وتستعرض أسماؤهم: لصاحب الفخامة او  بدولة الرئيس وسيادة الوزير وسيادة النائب  وسعادة السفير . وليس للشعب الا ان يضحك حتى تدمع العين  لان الشعب يعرف من هم اشراف القوم ومن هم الحثالة ومن هم كرام القوم ومن هم اراذل القوم  وشخصيات النفاق وان ظهروا ببدلات انيقة . سبحان الله ..  في كل دولة توجد منطقة ميدان ومقهى ومسرح وشريف روما .


ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك