المقالات

مشاهداتي (سيد محمد )  

1461 2020-07-09

محمد وناس

 

منذ صغري اسمع جدتي رحمها الله اذا اشتد عليها المرض  او داهمها امر جلل تسال الله بالسيد محمد سبع الدجيل . فكان وقع اسمه عليه السلام ذو اثر كبير على نفسي . مع اني لم ازره الا مره او مرتين في حياتي حتى صدرت الفتوى المباركه من سماحه السيد السيستاني اطال الله عمره , فكان نصيبي ان اكون خادما له مع رجال المرجعيه رجال الحشد الشعبي في تحرير مدينه بلد والدفاع عنها في ما بعد.

 بعد ظهر يوم من ايام تموز الساخنة جدا  بحرارتها وباحداثها , وصل النداء الى مقر اللواء الثاني حشد شعبي  بوجود تعرض على مدينه بلد من جهة منطقه عزيز بلد  واهل المدينه يطلبون العون من الحشد .

توجه الشباب باقصى سرعه الى المدينه التي تبعد عن مقر اللواء مسافه تسعه كيلو متر بسياراتهم .

لم اشاهد في حياتي قبل هذا اليوم اهل مدينه مؤتلفين ومتآزرين على البلاء مثل اهل بلد . الكل يتحركون باتجاه مكان التعرض .

شباب .. شيوخ .. رجال .. وحتى النساء  .

شاب يركب دراجه ملابسه توحي انه عامل بناء وامامه سلاحه ..

شيخ كبير معتمر الكوفيه والعقال وبيده سلاح .

سيده تحمل صندوق عتاد .

المدينه كلها تتحرك باتجاه واحد ..

عند وصولنا نصب مجموعه من الشباب الهاونات وبدؤوا بأخذ الاحداثيات   .

مجموعه اخرى تجهز نفسها للدخول الى خط المواجهه المباشره وتأخذ التعليمات ..

 مجموعه اخرى تقوم بإنزال العتاد وأهل المدينه يساعدونهم .....

كانت مواجهه صعبه وعنيفة جدا .  موقعي مع قوه الاسناد ( الهاونات ) ومعي مجموعه من الشباب ( خمسه ) من طلبه الجامعه التحقوا للعمل في الجانب التبليغي و الاعلامي للحشد بمعنى اخر خبرتهم القتاليه ضعيفة , مع حماستهم وشجاعتهم المنقطعة النظير , خوفي عليهم  اضافه الى اوامر من مسؤولي المباشر منعني  من التقدم الى الخط الاول .

الشمس تتجه نحو المغيب بسرعة تفوق سرعة الاحداث . والشارع الذي امامي بين فتره  والأخرى يحمل جثه شهيد او مصاب .

وبين اللحظه والأخرى تأتي مجموعه من خلفي لتلتحق بالمجاهدين في الخط الاول  الذي يبعد عني ٢٠٠ متر  ..

اراقب عيونهم وهي تتوسل ان اتقدم بهم .

وأصارع نفسي بين القبول وبين تركهم والذهاب وحدي .

صوت الانفجاريات ودوي الرصاص الذي لا يترك فرصه للتفكير .

توارت الشمس خلف بساتين الكروم , وبداء الظلام ينشر خيمته فوقنا .

قررت ان ادخل وحدي واترك الشباب في مكانهم ..

تحركت بين الاشجار المزروعة على جنبي  الشارع باتجاه الخط الاول مع اول مجموعه اتت من الخلف  .

نتحرك بشكل متعرج ونخفي انفسنا خوفا من القناصين ....

قبل ان اصل  الساتر  واذا برجل كبير بالعمر يرتدي (دشداشه ) اللباس العربي  ويضع على راسه عقالا ومعصوبا بكوفيته غطت جزاء من وجهه وهو يسري نازلا من الساتر راجعا لوحده في وسط الطريق غير ابه ولا مهتم برصاص قناصي داعش .

ناديته .. يا حاج تعال هنا سوف تصاب ..

التفت الي وابتسم ( ماكو شي لا تخاف )

عجيب .. لما  هو عائد  وهو يملك كل هذه الشجاعة ..

ناديته مره اخرى وبصوت عالي وإلحاح  حتى اوقفته 

( ولدي لا تخاف المعركه انتهت )

كيف انتهت حاج وحن في وسط النار ,

 ( يا وليدي الغالي سيد محمد  بنفسه يقود المجاهدين في هذه اللحظه  انا شفته بعيني وهو يتقدم عليهم )

صدمتني الكلمات .... هل اصدق هذا الشيخ وانا ارى النار تحرق ما حولي  . ام اكذبه وهو يسير بكل ثقة تارك النار خلفه .

اثارته ملامح وجهي و الاستغراب الذي بدا علي . فقال انظر الى الساتر ماذا ترى ...

النار تلتهب في مواقع داعش .

توقف الرمي . وانتهى صوت الرصاص . عمت حاله السكون الا من هتافات المجاهدين وتهليلهم بالنصر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك