سجاد العسكري ||
قد من الله على الانسان بالعقل والفكر, بعد ان اختاره في حمل امانة عمارة الكون واقامة راية العدل والحرية على وجه الأرض ,وبهذا فان الانسان يستطيع ان يميز وبدرجة كبيرة الخير والشر , ويدرك الصواب والخطأ ,ويعرف الفضيلة من الرذيلة ...
و يستمد مكانته صعودا في درجات السلم الحضاري من خلال قدرت وعيه بما يحيط به ,وفهمه العميق لما هو مقبل عليه ,هنا يبداء تحدي الفرد بان يدرك ويحاول تجميع وتفعيل مشاعره مع عقله محاول فهم مايدور حوله, فهو بحاجة الى تفعيل قدراته فكرية كانت او حسية التي اكتسبها من الحياة لتأصيل مفهوم المعرفة وبناء العلاقات المناسبة سواء على المستوى الفردي او الجماعي لما قد ادركه , فالوصف الدقيق لأمير المؤمنين عليه السلام حين يقول: "فإنّما البصير من سمع فتفكّر، ونظر فأبصر، وانتفع بالعبر، ثمّ سلك جدداً واضحاً يتجنّب فيه الصرعة في المهاوي".
فنقول ياامير المؤمنين علي ما الحل؟ اذا كانت الامة مهددة في ارضها وثقافتها وثوابتها وسيادتها , وتتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب , والمخاطر تحيط بها , فيجيب الامام علي عليكم بالبصيرة .
البصيرة هي الوعي الخام للانسان بعيدا عن الافكار المعلبة من المتوحشون , هي ان تسمع وتبصر وتحلل ثم تسلك طريقا ينقذك من الاخطار المحيطة بك , عندما تكون فردا , اما عندما تكون القضية جماعية فبالإضافة لسلوكك الطريق الذي يبعد عنك الاضرار والاخطار , بحاجة للنفير والاستعداد واستباق الخطر وان تسخر كل الامكانيات لتدافع وتحافظ على الارض والعرض والوطن والمواطن.
فالامم الحياة هي التي تستوعب ماتتلقاه من ضربات مؤلمة ,فتخطط لما نزل بها لتتجاوز المحن , فتنهض بعزيمة وارادة اقوى من السابق ,كل ما يلزمنا هو ان نكون على بصيرة لفهم التاريخ والمجتمع والعالم والمواجهات والمؤامرات والفتن والشخصيات والاختبارات ...نميز بعقلنا وفكرنا ومنطقنا كل مايواجهنا في حياتنا من تحديات ومصائب .
نحن لسنا بحاجة الى هوليود ونجومها لتعليمنا او تضع لنا وعي من صنعها بل لدينا النموذج الاعلى والاسمى لتعليم الاطفال والناشئة والشباب والكبار ,والتي تتلاشى امامها الشخصيات الهوليودية الموهومة , فلدينا السيرة الغنية والتجربة العميقة والبيان الساحر لو استثمرت للخروج من لجة الفتن العمياء , فخلاصنا بصيرتنا , ولا لوعيهم المهلك.
https://telegram.me/buratha