المقالات

العراق وطني ..!  

1696 2020-07-16

محمد وناس ||

 

 يقول رسول حمزاتوف في كتابه داغستان وطني

عندما كنت صبيا احتجت ذات مره للذهاب الى القرية المجاورة واردت الذهاب على طريق ابي .. لكن احد شيوخ الجبال استوقفني قائلا .. درب ابيك اتركه لأبيك وابحث لنفسك عن دربك انت ...

داغستان هذا البلد الذي يقع في الطرف الجنوبي من روسيا . جمهورية فدراليه  تابعه للاتحاد الروسي .. مسلمة . معظم اراضيها تشغلها الجبال والقرى القديمة تصدح على السفوح .

الحياه في داغستان صعبه . والرعي هي المهنة الاكثر شيوعا في داغستان . ان لم يكن الابن راعيا فالأب راعي ان لم يكن الاب راعي فبالتأكيد الجد راعي . متنقلون بين ارجاء بلدهم 

(( يمضي الجبلي مئات الاعوام سائرا ,يتبعه حماره الاليف وعلى ظهره جوال وابريق ( حمزاتوف من كتاب داغستان وطني ) 

ومع اختلاف المواسم بين الصيف  وارتفاع الحرارة نسبيا  في هذا الجزء من الكره الراضية وبين الشتاء القارس جدا مع ثلوج داغستان الروسية يحتاج الداغستاني للتنقل بين المراعي والحقول ليربي اغنامه يحتمي من برد الجبال بعباءة من الصوف .

عباءة الراعي الداغستاني مميزه جدا وتعتبر الزي الرسمي  للداغستاني  وان كان الاجيال الجديدة اصبحت  تبتعد عنها ( في كوبا اهديت فيدل كاسترو العباءة فسائل قائلا لما لا توجد فيها ازرار . فأجبته لكي تنزعها عنك بسرعه عند الضرورة وتستل سيفك . وعند المطر تضعها سريعا على كتف حبيبتك .)) 

كل ما يعرفه العالم عن داغستان انه بلد قوقازي , ان عرفوا  ,,,, مع حكاية من هنا . واخرى من هناك واغلبها تقدم بشكل مغلوط او غير مدرك لما تحمله من ارث او ثقافة اجتماعية لهذا الشعب العريق .

واغلب الناس الذي سمعوا باسم داغستان كانت المرة  الاولى من خلال الاخبار ومن خلال الاحداث الدامية التي حصلت في الشيشان وداغستان في نهاية التسعينات وبداية الالفية الجديدة . ثم جاءت موجه الارهاب لتلتصق تسمية الارهاب بالشيشاني والداغستاني ويصبح هذا اللقب عنوان للإرهاب متجاهلين كل ارث هذا الشعب الضالع بالقدم والمليء بالتراث الجميل والفلكلور الرائع النابض بالحياة والحب والجمال .. 

استطاع رسول حمزاوتوف ان ينقل داغستان الى العالم ويقدم للناس الثقافة الداغستانية بطريقة مليئة بالحياة والروح بدون تزويق او تغير للحقائق  بحلوها ومرها , غثها وسمينها .دون الوقوف طويلا عند السلبيات  ودون عبورها وتميعها .

قدم داغستان كصبية جميلة مفعمة بالحب والحياة

مع ان العراق يحمل من التاريخ ما يفوق داغستان عشرات وحتى مئات المرات .

مع ان العراق يحمل من الارث الفكري والثقافي الانساني ما يفوق داغستان الالف المرات . بل ان ما صدره العراق للبشرية من ثقافات تحولت الى فولكلور شعبي لمجتمعات عده , ما قدمه يفوق داغستان  الالف المرات ..

مع ان العراق فيه تنوع وفسيفساء من كل شيء ( الشعر , الموسيقى , الملابس  , الطباع   , الطعام ,  اللغة . وحتى حكايات العجائز لأحفادهن  ) ما يفوق داغستان  اضعاف مضاعفة .

مع ان العراق فيه شباب رخصوا دمائهم لهذه الارض  , وقدموا لهذا الوطن كل حياتهم .

مع كل هذا لم اجد كاتب عراقي واحد استطاع ايصال العراق للعالم كما استطاع حمزاتوف في كتابه داغستان وطني .

ولم اجد كاتبا عراقيا واحدا استطاع تخليد عطاء هذا الشعب المظلوم

والاغرب من هذا ان تجد من كتبوا عن العراق من غير العراقيين كتبوا عنه   بشكل يدعو  للفخر واحاطوا بكل مكامن الجمال في هذه الارض وكل مكامن الرقي في هذا الشعب . بداء من ستيفن يونك في كتابه العودة الى الاهوار ولونكريج  في كتابه اربع قرون من تاريخ العراق الحديث  ومارجريت لو وصموئيل كرورك  وغيرهم من المستشرقين الذين عشقوا العراق بكل ما فيه من متناقضات . حتى بول بريمر في كتابه سنتي في العر اق مع كل ما فيه من ترهات وتغيب للواقع ومحاوله تغير الحقائق لم يستطع تجاوز الكثير من الايجابيات واضطر الى نقلها وان حاول التلاعب في تفاصيلها .

(((في الجبال ثمة عادة . الفارس لا يقفز الى سرجه قرب العتبة . بل عليه ان يخرج الحصان من القرية . ربما كان ذلك ضروريا لإعادة التفكير في ما يتركه وراءه او ما ينتظره في الطريق ..... )))  رسول حمزاتوف  ,,,  داغستان وطني

كم احلم ان اجد كتاب بعنوان العراق وطني 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك