المقالات

حصر الطارمية بيد الدولة 

1635 2020-07-19

  د.حسين القاصد||

 

حزام بغداد مفخخ،  هذا ماقلناه وكتبناه، في أكثر من مناسبة  في الصحف العراقية لا سيما جريدة الصباح، وتحدثنا في لقاءات تلفزيونية كثيرة عن حزام بغداد؛ ذلك الحزام الذي جعله الطاغية المقبور حاجزا بشريا للحفاظ على كرسيه في الحكم؛ وقد وزعه على أعوانه والموالين له؛ وما أن سقط النظام الساقط حتى صارت اللطيفية وما جاورها تسمى بمثلث الموت؛ ثم صارت جرف الصخر مشجبا للإرهاب والسيارات المفخخة ومثلها الطارمية. وكلما طالبنا بمعالجات مدنية لحزام بغداد انبرى ساسة الإرهاب والتقسيم للاعتراض واتهام عمليات فرض الأمن بأنها طائفية. بقيت الطارمية مصدر قلق لبغداد وماتزال كذلك؛ حتى جرى ماجرى قبل يومين من اعتداء على القوات الأمنية واستهداف آمر اللواء ٥٩ العميد الركن علي حميد الخزرجي، بتحريض من قنوات الفتنة وجيوشها الإلكترونية الطائفية. لم تفكر القوات الأمريكية التي استعرضت بالذخيرة الحية في المنطقة الخضراء،  بتطهير الطارمية ولن تفكر أبداً؛ بينما انشغل السيد الكاظمي بغلق ميناء مندلي!  من دون أن يسأل عن ميناء الطارمية، وانشغل أيضا بإنجازات الطشة وحصر الفيسبوك بيد الدولة، بعد أن تمكن الحشد الشعبي من وأد الفتنة التي كان مخططا لها أن تقع بين مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي. كان من بين المقترحات التي اقترحناها هو أن تنقل بعض الجامعات الكبرى إلى حزام بغداد، وبهذا نكون قد خففنا من اختناقات طرق بغداد وزرعنا بيئة مدنية في حزام بغداد فيها طلبة وأساتذة وقد تنشأ جوارها مجمعات سكنية للأساتذة وتبنى الأسواق الحديثة؛ كما أن حزام بغداد تربطه بكل بغداد طرق خارجية سريعة. إن هذا التغيير لو تم تنفيذه فهو تغيير للتحضر والسلام وليس تغييرا عرقيا أو طائفيا؛ وهو تغيير يجعل حزام بغداد مثقفا مدنيا متحضرا. لكن الجهات المعنية تعاملت مع مقترحاتنا على أنها كلام ( جرايد) وبقي الحال على ما هو عليه وبقيت قنوات الفتنة تغذي العنف في مناطق حزام بغداد. كلما حاولت القوات الأمنية تمشيط الطارمية والقبض على المجرمين انتفضت قنوات الفتنة لتؤجج نار الطائفية؛ والان وبعد الحادثة الأخيرة صدرت الأوامر للقوات الأمنية ومن بينها الحشد الشعبي المحصور سلاحه بيد الدولة، ويبدو أنه سيستعيره مؤقتا لحين إطفاء فتنة الطارمية ثم يعود إلى مقراته لينتظر القصف الأجنبي أو الاستفزاز الحكومي. على القوات الأمنية أن تطوق الطارمية بأكملها وتحظر التجول فيها وتفتش بيوتها بيتا بيتا ولا تبقي في اي بيت قطعة سلاح واحدة وتوكل حماية الناس هناك إلى وحدات عسكرية ثابتة تفرض هيبة الدولة على الطارمية وجميع موانئها!! ؛ لتعلن بذلك حصر الطارمية بيد الدولة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك