منهل عبد الأمير المرشدي||
في عام 1979 كان التحريض البعثي على قيام الحرب مع ايران على اشده فقد جاء صدام حسين الى السلطة بعد انقلابه على احمد حسن البكر بتكليف أمريكي وتمويل خليجي لإسقاط الثورة الإسلامية في إيران وهذا ما اعترف به صدام شخصيا بعد انتهاء حرب الثمان سنين من الموت والدمار ومئات الآلاف من الضحايا .
كانت وسائل اعلام النظام وخطب صدام تتوعد ايران بالويل والثبوروطبول الحرب تقرع ليل نهار متزامنة مع مسرحيات مخابراتية بتفجير عبوة في الجامعة المستنصرية وعبوة في مطار بغداد وقذيفة تسقط على مخفر حدودي . كان التحشيد والتحريض والإستعداد للحرب قائم بكل ما تعنيه الكلمة وإحنه مشينه للحرب عاشك يدافع من اجل محبوبته .
معسكرات العمل الشعبي كانت واحدة من اساليب النظام لجمع الطلبة والشباب بنين وبنات في العطلة الصيفية لتنمية(الروح الإشتراكيه) حيث يزورها صدام لإلقاء خطبة يهدد فيها العدو الفارسي المجوسي بإعتبتاره حارس البوابة الشرقية للأمة العربية .
في احدى تلك المعسكرات وبعد وبعد انتهاء خطبته قرر قضاء تلك اليلة في المعسكر وبدأت حفلة الغناء والرقص الوطني حتى الفجر بمشاركة بعض الطلبة بالرقص والغناء والمرح على مرأى من حضور ونظرات فارس الأمة .
جاء الرفيق الحزبي مسؤول التنظيم الطلابي واختار بعض الطلبة ليرقصوا ويغنوا لى المسرح فأختار بعض الطلبة منهم الطالب علي صاحب وهو فتى مهذب مؤمن ملتزم يعتريه الحزن لإعدام والده وأخيه قبل شهرين بتهمة الإنتماء لحزب الدعوة الإسلامية إلا إنه لا يستطيع ان يرفض بحضور قائد الأمة . كان زملائه ينظرون له بعين الشفقة والتعجب فدمعت عيونه وهو يحرك جسده الهزيل على استحياء ويردد بصوت مرتبك ( هاي شنو .. شنو هاي .. هاي شنو ... شنو هاي ) من عرف ما يعني بهذ الكلمات شاركه الحزن ودمعت عينيه لأجله ومن لم يعرف أخذ يرقص ويقفز ويصيح بصوت عال ( هاي شنو شنو هاي ) .
اليوم تذكرت اعنية صديقي علي صاحب قبل اربعين سنة وانا اشاهد ساحات المظاهرات التشرينية والباحثين عن وطن تحولوا الى (عصابات) حسب تقرير بلاسخارت الى الأمم المتحدة بينما كانت بالأمس تتفاوض بإسم حقوقهم . أتذكر اغنية علي صاحب وأنا اشاهد العراقي الذي مزّق كل فوانيله وكم هائل من التيشرتات لأجل الوطن يتجول برعاية يهودية في إسبانيا والصين وتركيا ..
وتلك المرأة الخرساء وهي توزع ( الكلينكس) على المتظاهرين تبين انها تنطق العربية والإنكليزية وتجيد الرقص على أنغام الشرقية .اتذكرها وانا أشاهد الزملاء المدافعين عن حقوق العراقين في البرامج التلفزيونية قد تبوأوا مناصبهم وتغيرت اقوالهم وانقلبت قناعاتهم 100% فمن يقتل المتظاهرين اليوم برأيهم هم المتظهرين انفسهم !!.
أتذكر اغنية علي صاحب كلما اتابع اخبار الشرقية ودجلة والرشيد والعربية والحدث وغيرها فلم اجد للباحثين عن وطن خبرا ولا إشارة ..
وحين اشاهد أبطال ولاية بطيخ والبشير وبقية الشلة هناك مع المجندة الأمريكية في سفرة ترويحية ورسامة ثورة تشرين هيلا تبيّن إنها جاسوسة اسرائيلية بجنسية المانية .
اتذكر اغنية صديقي علي صاحب كلما رأيت الطفل (محمد) صاحب الفديو صار (حامد) ولا نعرف من المعتدى عليه من رجل حفظ القانون ومن سرق الدراجة وأخيرا وليس آخرا تبين ان الناشطة ماري صاحبة البيبسي وعاشقة التكتك تسكن الأنبار بمدينة الرمادي وليس بغداد . وهاي شنو ... شنو هاي .
https://telegram.me/buratha