المقالات

قضية "حامد سعيد"

1883 2020-08-05

    حمزة مصطفى||

هي ليست القضية الأولى من نوعها في السجون ,أية سجون, ولن تكون الأخيرة. السجون والمعتقلات العراقية أيام الشمولية أم في عهد الديمقراطية, أو سجون الأميركان في غوانتنامو أوفي أبي غريب. لا أعرف نوع التعذيب في سجون الأخ كيم أون جونغ زعيم كوريا الشمالية, أو الأستاذ جيانغ زيمين زعيم الصين. لا أعلم إن كانت هناك سجون لدى الرفيق المتقاعد بوتين الباق وأعمار الطغاة قصار حتى 2036 داخل أسوارالكرملين. السجون هي السجون وإذا كان ثمة فارق فهو في النوع لا في الدرجة. والأسباب التي تقف خلف ذلك عديدة لكنها في الغالب الأعم تتعلق بالسلوك البشري.  لا أعرف القائل أن الإنسان هو أكثر الحيوانات توحشا. أرسطو أم نيتشة. لعل صديقي أستاذ الفلسفة د طه جزاع يصحح لي ذلك بعد نشر المقال وتداوله في مواقع التواصل حيث يخضع للايكات القراء وتعليقاتهم. بصرف النظر عن القائل فإن الإنسان قاس جدا على نفسه أحيانا وعلى أبناء جلدته في غالب الأحيان خصوصا حين يملك  السلطة, أية سلطة. شاهنشاه أريامهر مثل محمد رضا بهلوي أو ملك ملوك أفريقيا مثل معمر القذافي. أو ربما "أدمن" في كروب واتساب, يضيف ويزيل براحته.  عمنا المتنبي يقول "والظلم من شيم النفوس" ونيتشة الذي لا أحبه يقول إن الإنسان حين يفشل أن يكون طاغية أو جبارا يبحث عن المساواة والعدل والمحبة. يعني يصير "كيوت" بمصطلحاتنا المعاصرة التي ولدت بعد 121عاما على وفاة صاحب  "هكذا تكلم  زرادشت". كلنا رأينا فيديو محمد سعيد كما قيل لنا أول الأمر قبل أن يظهر أن أسمه الحقيقي حامد سعيد الطفل الذي لم يبلغ الحلم بعد, عاريا تتناهشه ضباع بشرية يجزون رأسه جز الغنم, ويتفرجون على شعر عانته الذي نبت كثيفا لطفل لا يعرف بعد "شنهي السالفة".  لم يكتفوا بذلك, تحولوا أثناء حفلة التعذيب الى رومانتيكيين وهم يطرحون عليه أساله عن لون بشرة أمه وأسئلة أخرى هي التي أثارت في النفوس والضمائر كل هذا الغضب. لوكان الأمر مجرد تعذيب لطفل أتهم برميه قنبلة مولوتوف على الجماعة لكان مثل سواه مثل فيديوات التعذيب التي تزخر بها السجون والمعتقلات. لكن الأسئلة التي تتعلق بأم الولد هي التي أثارت حميتنا جميعا. بالمناسبة حفلة تعذيب حامد لم تجر داخل معتقل رسمي, بل في الهواء الطلق وبكل أريحية.    الوجه الآخر لقضية حامد سعيد هي إنها تعبير عن سلوك إجتماعي كلنا نعترف به ولكننا نتواطأ بشأنه في كثير من الحالات, أو نتناقض في طريقة فهمه والتعامل معه. كلنا نقول أن هذا السلوك مرفوض, لكننا نصب جام غضبنا في الغالب طبقا لرؤانا وأفكارنا المسبقة لا طبقا للحقائق على الأرض. أي تلك التي تتعلق بأصل السلوك  المجتمعي الذي "طلعت ريحته" بعد الإنفجار الفضائي وما باتت تبثه مواقع التواصل من فضائح ندينها ونجلد مرتكبيها ولكننا لن نفعل شيئا لأغراض التصحيح. آخر الكلام أن المشكلة ليست مثلما يتصور الكثيرون هي في قوات "حفظ النظام" بل هي في عدم إحترام النظام بدء من القانون .. وحط إيدك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك