🖋 قاسم سلمان العبودي
المتابع للشأن اللبناني يدرك جيداً أن الصهاينة وبضغط أمريكي ، قد أنهكوا الأقتصاد اللبناني على مدار الشهور الماضية .
فما بين فوضى مصرفية ، و سحب لودائع خليجية من البنوك اللبنانية ، أربكت المشهد الأقتصادي الذي يعاني منه لبنان أصلاً ومنذ فترة طويلة وعلى أيدي وأذرع الولايات المتحدة في المنطقة .
وفق هذه المعطيات ، لا يمكن أن نغادر نظرية المؤامرة التي طالماً أثبتت صحة أدعائنا .
ربما ما ذكر من أن تزامن الأنفجار مع الأعلان عن قتلة الحريري أو ما قيل عن تحطيم المرفأ الذي يعتبر شريان لبنان ورئته الأقتصادية والسياحية ، وغيره من الطروحات وجلها واردة قطعاً . لكن برأي أن الأستهداف الحقيقي ، كان المقصود به حزب الله تحديداً . وذلك لعدة أسباب .
أولها تحجيم الحزب ، وشل رجاله عن القيام برد عسكري ثأراً للشهيد علي محسن الذي أغتالته الأيادي القذرة الصهيونية .
فليس من المنطق ، أن تحترق بيروت وحزب الله يقوم بعمل عسكري وسط هذه الفوضى الجامحة ، والتي حتماً ستفقده كثيراً من التعاطف مع قواعده الشعبية التي طالما وقفت من رجال الحزب في أوقات الشدة . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فقد كانت ( أسرائيل ) بحاجة ماسة الى الوقت الذي به تعيد ترتيب أوراقها ، وخلق ساحة أشتباك جديدة .
فضلاً عن ذلك ، أتهام حزب الله بالتورط في هذا الحادث من خلال الأعلام الخليجي ، والذي بدأ فوراً بعد الأنفجار الضخم بكيل الأتهامات المتلاحقة لحزب الله ، كونه يخزن الأسلحة في الميناء ، وغيرها من الحجج الواهية التي لا تنطلي ألا على السذج من الشعوب العربية ( وما أكثرهم ) .
وعليه نقول أن ما حدث في بيروت جريمة قد خطط لها من قبل الصهيونية العالمية وأذرعها الخليجية ، لسنتين قد خلت .
أن التعاطف الدولي الكبير مع الحدث الجلل الذي يبدو أنه أثر بشكل وآخر على الحكومة العراقية التي حاولت على أستحياء دعم الشعب اللبناني كباقي الحكومات ، وأنا على يقين أنها أستذنت الشيطان الأكبر ، قبل أرسال المساعدات الطبية البسيطة الى لبنان .
لايمكن أن يرتقي الموقف الحكومي العراقي الى مستوى الموقف اللبناني من الأزمة العراقية في وقت المواجهة مع المجاميع الأرهابية الداعشية أطلاقاً .
أخيراً ...ما جرى في بيروت من حصار مالي وفوضى أقتصادية تخريببة ، وآخرها الأستهداف الواضح ، هو محاولة فرض صفقة القرن على لبنان ليقوم بالتطبيع مع الكيان الغاصب لأحراج حزب الله ، ووضعه بمواجهة مفتوحة مع حكومة لبنان ، وبالتالي سلب صفة المقاومة من الحزب . وقطع ذراع من أذرعة المقاومة في المنطقة ، كي ينعم الصهاينة بأمان ، أقلها على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة .