✍️ السيد احمد فليح الاعرجي ||
ماهي أسباب سد الإدارة الأمريكيّة الحاليّة أُذنيها أمام الدعوات العالميّة المُتصاعدة، والصّادرة عن جهات أمميّة ودوليّة عديدة، تُطالبها بـ”تعليق” العُقوبات الاقتصاديّة التي تَفرِضها على إيران بسبب تفاقم الأضرار النّاجمة عن انتشار فيروس “كورونا” في أوساط الشّعب الإيراني، ممّا أدّى إلى وفاة اكثر من ٢٥٠٠ شخصًا، وإصابة اكثر ٣٥ ألفًا آخرين .
لذلك كشفت بعض الصحف في تقريرٍ لها عن وجود مُخطّط امريكي لتنفيذ عمليّة عسكريّة دمويّة وشيكة في العِراق ضِد فصائل الحشد الشعبي، لاستِفزاز طِهران، وجرّها إلى مُواجهةٍ عسكريّة كما يفكرون ان إيران في موقفٍ ضعيفٍ لانشِغالها بأزمة الكورونا، وأكّدت "صحيفة نيويورك" أنّ وزارة الدفاع (البنتاغون) أمرت قادتها العسكريين الكِبار بوضع تفاصيل المُخطّط الذي يتضمّن إرسال آلاف الجُنود الأمريكيين المُعزّزين بمعدّات عسكريّة ثقيلة إلى القواعد الأمريكيّة في العِراق والمِنطقة وماتزال انفاسهم موجوده .
كما ان الرئيس ترامب الذي فوّض وزير دفاعه مارك إسبر، وقادة البنتاغون بالثّأر “عسكريًّا” لمقتل جنديين أمريكيين وبريطاني، وإصابة عشرة آخرين في هُجومٍ شنّته جماعة عراقيّة كما يقال “مجهولة” على قاعدة التاجي شمال بغداد و نظرًا لانهِيار الاقتصاد الأمريكي، وانكشاف هشاشة النّظام الصحّي لبلاده، بفعل انتشار فيروس كورونا بصُورةٍ جعلت الولايات المتحدة تسبق الصين وإيطاليا وتحتل المركز الأوّل عالميًّا، بأكثر من ٩٠ الف إصابة، وإعلان حالة الطّوارئ في 11 ولاية، وإعلانها ولايات منكوبة، من بينها نيويورك، وقد يُحاول الخُروج من هذا المأزق “الشّخصي” بالبحث عن “انتصارٍ ما” ضِد إيران، سواءً في حربٍ بالإنابة على أرض العِراق، أو حرب بالأصالة على أرضها !!!
كتائب “حزب الله” اليوم هي المُتّهمة أمريكيًّا بقصف عدّة قواعد عسكريّة علاوةً على السّفارة الأمريكيّة في المِنطقة الخضراء في بغداد، هي الهدف الأكبر .
و تحالف أمريكا يعتبر اليوم في نجاح و أنصارهم في خلق حالةٍ من الفوضى السياسيّة، بإحباطهم لكُل جُهود خُصومهم، حُلفاء إيران، بتنصيب رئيس وزراء عِراقي جديد ومنحه من قبل الكُتل الأكبر وغيرهم ، ويضم هذا التّحالف قيادات كرديّة وسنيّة وشيعيّة .
وفي هذه الفرص المعطاء لأمريكا ونجاح المخطط من دون انقلاب فالقِيادة العسكريّة الأمريكيّة عزّزت قواعدها في العِراق بمنظومات صواريخ “باتريوت” بعد القصف الإيراني لقاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة “K1” في كركوك، تَحسُّبًا لعمليّات عسكريّة للحشد الشعبي الذي يملك صواريخ كروز وطائرات مسيّرة، انتقامًا وثأرًا لمقتل القائدين الشهيدين الحاج قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس، والحاج أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي قُرب مطار بغداد في كانون أوّل (يناير) الماضي .
لذلك مايك بومبيو، وزير الخارجيّة، ومارك إسبر، وزير الدفاع، اللّذان يُعتبران من أكثر المُحرِّضين على شنّ حربٍ ضِد إيران لتضعيف الحشد والحلفاء وكذلك يُريدان إشعال فتيلها في أقرب وقتٍ مُمكنٍ، ويعتقدان أنّ فيروس كورونا أضعف القِيادة الإيرانيّة، وحقّق لهما فُرصةً ذهبيّةً للانقِضاض والإجهاز عليها، ويُراهنان على أنّ زيادة تدهور الأوضاع المعيشيّة فيها، بسبب الاثنين أيّ الكورونا والعُقوبات، قد يُؤدِّي إلى ثورةٍ شعبيّةٍ ضِد النظام الإيراني، ولهذا يتبنّيان موقف الرئيس ترامب، ويُعارضان أيّ رفع وتعليق للعُقوبات استجابةً لنِداء أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، وثماني دول أخرى، من بينها الصين وروسيا صدَر قبل فترة .
كما ان امريكا تلقت درس كبير وهُزِمَت بالعِراق بشكلٍ مُهين، وخسرت أكثر من ستّة ترليونات دولار و واكثر من ٣٥٠٠ قتيل، و ٣٣ ألف جريح، بفعل المُقاومة العراقيه الباسِلة لاحتلالها من قبل الشعب العِراقي، ولا تستطيع بلع هذه الهزيمة .
كما ان كورونا من اسرارها للعالم اليوم والمظلومين انها هزمت ترامب، وفضحت هشاشة إدارته، والبُنى التحتيّة الصحيّة والاقتصاديّة لإمبراطوريّته وبات يُحاول بائسًا ، سرقة إنجاز شركة أدوية ألمانيّة المُتَمثِّل في لُقاح ضِد هذا الفيروس القاتل وغيرها ، ولهذا يتصرّف هذه الأيّام مِثل النمر المُثخن الجِراح وقد يُحاول الضّرب دون وعي، ومن شدّة الألم في جميع الاتّجاهات .
واخيراً اقول المُقاومة التي هزمت جورج بوش الابن في العِراق، وأجبرت خلَفه باراك أوباما على الانسِحاب ذليلًا، ستَهزِم ترامب وستُسقِط أحلامه في الفوز بولايةٍ ثانية، فدماء الشهداء وارض العراض لها اثر لإسقاط ترامب وكل ظالم والأيّام بيننا .
https://telegram.me/buratha
