🖋 قاسم سلمان العبودي
يقال والعهده دوماً على القائل ، وفي أطار الضغط الأمريكي على فيدل كاسترو و الشعب الكوبي عموماً ، بأن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قد شرعت قانون بأستقبال المواطنين الكوبيين كلاجئين نتيجة الأوضاع الأقتصادية والمعيشية السيئة التي يعاني منها المواطن الكوبي في سبعينيات القرن الماضي .
فما كان من الرئيس فيدل كاسترو ألا أن يهيء ٦٠٠ قارب لنقل من يريد الهجرة ، وفعلاً ذهب مواطنين كثر فاق التوقعات الأمريكية وقدرتهم على أستيعاب الأعداد الكبيرة . مما جعل حكومة واشنطن تعيد الكثير منهم ، ولم يستقبلهم فيدل كاسترو بأعتبارهم مواطنين قد آثروا رغد العيش الأمريكي على شظف العيش الكوبي . لذلك بقوا أياماً في البحر ، لا أمريكا تستقبلهم ولا كاسترو يسمح لهم بالعودة ، حتى تم وضعهم في معسكر غوانتنامو سيء الصيت .
الغريب بالأمر ، بعد خروج هؤلاء ، يقال أن الوضع الأقتصادي الكوبي أخذ بالأنتعاش ، فصلحت التربية والتعليم ، وقطاعات الصحة ، وكثير من المفاصل الحكومية ، مما جعل أحد الصحفيين يسأل الرئيس كاسترو ، ما سر الأنتعاش الكوبي بعد خروج هؤلاء ؟؟ فأجاب بأن هؤلاء هم ديدان أمريكية كانت تعيش وسط الشعب الكوبي .
أقول ، يبدو هناك في بيروت ديدان غربية السلوك يجب أن تهاجر لفرنسا ودول الغرب لأنها كما يبدو لاتشعر بالأنتماء الوطني للبنان . و ألا ما الداعي الذي يجعل هؤلاء المواطنين بطلبون عودة الأنتداب الفرنسي الى لبنان بعد أكثر من ١٢٠ عام قد خلت على الأستقلال ؟
حتى وأن قال قائل بسبب شضف العيش أنهم يرغبون بالأنتداب ، لكن هذا ليس مبرر أطلاقاً لهم لأخبار ماكرون بذلك . السفينة عندما تثقب يجب على الكل القيام بالأصلاح ، وليس الهروب الى البحر . كثير من شعوب العالم عانت مرارة الهزيمة الأدارية لحكوماتها ، لكنها أنتفضت مثل العنقاء من الرماد لبناء أوطانها .
يبدوا أن الديدان الأمريكية في أغلب أوطاننا العربية لذلك ، نتمنى خروج تلك الديدان البغيضة وخروج أمريكا معهم كي يكون هناك دافع وطني لأعادة بناء الأوطان .
خرق ماكرون قواعد العمل الدبلوماسي عندما ذهب الى وسط الناس في أشاره لهم ، بأنه المنقذ الذي بعثه الرب الى الشعب اللبناني ، كي يخلصهم من السلطة اللبنانية التي لم تسلم على مر السنين من المؤامرة تلو الأخرى . وحتى في حديث سيد المقاومة حسن نصر الله ، لم يتطرق الى السلوك الهمجي الذي مارسه ماكرون في بيروت في أشاره منه الى الأزدراء .
المفروض على الحكومة اللبنانية أن تهيء قوارب الهجرة لجميع من وقع على عودة الأنتداب الفرنسي ، وتسمح لهم بالهروب الى باريس كهروب ماريل الكوبي ، كي تتخلص الحكومة من تلك الديدان الغربية الأطوار وتتفرغ الى أعادة لبنان القوي المتماسك بعيداً عن الأصوات النشاز التي تطالب الغرب بأحتلال أوطانها بعد أن أصبحت حرة .