المقالات

ما هو البديل ؟ رأي شخصي  

1419 2020-08-09

حافظ آل بشارة||

 

رغم ان قراءة وضع العراق الحالي ومستقبله لا تدعو للتفاؤل بسبب بقاء المحاصصة ، وبقاء مقدمات تقسيم البلد قائمة وتتطور ، الا ان دعاة وحدة العراق مازالت لديهم فرص للعمل الجاد والمؤثر والذي يمكن ان يؤسس لعراق موحد ، تقسيم العراق كارثة بكل المعايير ، بعض القوى السياسية مشاركة في مشروع التقسيم سرا وبعضها علنا ، وهناك استسلام مرفوض اخلاقيا لمخطط التقسيم ، كل مكون يواصل صمته الغامض عن المشروع ويخشى ان يسجل التقسيم باسمه تأريخيا ! لكن هناك نقاط ضعف كبيرة في هذا المشروع :

١- قوى التقسيم تعيش حالة تصدع من داخلها ، فهناك احزاب وأسر سياسية تواجه في محيطها رفضا كبيرا ، وهناك احزاب تشققت وتشرذمت وتشهد صراعات داخلية ، وهناك مؤمنون بوحدة العراق موجودون في داخل كل المكونات.

٢- المؤمنون بوحدة العراق يرون ان الفشل والفساد قد نخر هياكل اغلب الاحزاب التقليدية ومثلما تتهم بالفساد والفشل فانها تتهم بمشاركتها في مشروع التقسيم ، مما يجعلها رمزا لكل ما هو سلبي وخطير .

٣- نقطة الضعف الأكبر فقدان الشعب العراقي حضوره الحقيقي في العملية السياسية ، ورغم مشاركة الشعب في الانتخابات ، ومشاركة الشعب في دحر داعش ، ومشاركته في التظاهرات المليونية التي ترفض بقاء القوات الامريكية الا انه ليس مؤثرا في القرار ، وتتم التوافقات بين الساسة بلا تدخل من الشعب ولا من مجلس النواب.

٤- الساسة من دعاة العراق الموحد لديهم غطاء جماهيري ممتاز من كل المكونات ، الشعب الكردي فيه اغلبية رافضة للانفصال خوفا من الوقوع في هيمنة الأسرة المستبدة ، وجمهور السنة يرفض الانفصال خوفا من الوقوع في قبضة داعش مرة اخرى او في قبضة الساسة الفاسدين ، والجمهور الشيعي يرفض الانفصال لانه يرى نفسه الضحية الاكبر لهذا المشروع ، لأن الخطة تقتضي وجود اقليمين شيعيين متذابحين متناحرين .

٥- هناك فرصة تأريخية لتحرك سياسي يوحد الساسة العراقيين الرافضين للتقسيم من كل المكونات ليشكلوا تيارا وطنيا ، له رؤيته وخطابه واعلامه ، ويستبعد في خطابه اي اشارة لانتماء ثانوي كالقومية او الطائفة او المنطقة ويركز على الانتماء للعراق الموحد ، ودولة المواطنة.

٦- يفرض هذا التحرك حضوره في كل المحافظات العراقية وتكون له تنظيماته ، ويمكنه اشراك الشعب في برنامجه وتحريك الامكانيات الاجتماعية الهائلة التي همشتها القوى السابقة .

٧- يمكن ان يحتضن هذا التحرك كل الوطنيين الخارجين من احزابهم السابقة ليكونوا جزء من التحرك الوطني الجديد ، وسيجد الشعب ان هناك مشروعا تصحيحيا جادا يستحق الثقة.

٨- يركز برنامج هذا التيار على :

- وحدة العراق ارضا وشعبا.

- بناء دولة موحدة قادرة على بسط نفوذها على كل شبر من ارض البلد .

- اتخاذ نظام سياسي رئاسي ينتخب فيه الرئيس مباشرة ، ويكون مقيدا بمجلس نواب مختصر ينتخب ايضا.

- تشكيل حكومة وطنية مركزية لا حزبية .

- تقديم برنامج للتنمية الشاملة الاقتصادية والسياسية والثقافية، والتركيز على احياء القطاعات الاقتصادية المتنوعة للخروج من الاقتصاد النفطي الاحادي.

- اخراج القوات الأجنبية من العراق.

- مكافحة الفساد واسترداد الاموال المسروقة.

- اعادة بناء القوات المسلحة على اساس مهني.

٩- ليس غريبا ولا ممنوعا تأسيس حزب اصلاحي جديد باسم وطني عام له اطار اديولوجي ، ورسالة واضحة ، وقائمة اهداف يتولى انقاذ العراق من كارثة التقسيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك