المقالات

تناقضات عراقية صارخة  


اسعد عبدالله عبدعلي||

 

بعد تفجير بيروت انقسم العراقيون الى فئات في توزيع السبب بتفجير بيروت, بعضهم مباشرة سارع الى اتهام "حزب الله" وعلق برقبته كل ما يجري من مصائب في الساحة اللبنانية, مع انه بعيد بألاف الاميال عن قصة الانفجار, فمسبباته سعودية واسرائيلية مع ذيولهم في الداخل اللبناني, والبعض الاخر اتهم مافيات الفساد اللبنانية التي تتاجر بكل شيء متاح, حتى بمصير الشعب اللبناني, فالاهم عندها كمية الدولارات التي تدخل لحسابها.

والغريب ان "البعض" سارع لاتهام ايران بتفجير بيروت, سيرا مع عادته بتعليق كل مصيبة تحدث في الشرق الاوسط برقبة طهران, حتى ان بعضهم علق خسارة المنتخب السعودي في كاس الخليج الاخيرة برقبة طهران!

ومن الغرائب التي تحصل في العراق ان اللصوص الكبار معروفون لكل العراقيين, لكن اياك والتصريح بأحد الاسماء فتصيبك لعنة الرعاع والجهلة, فهنالك الالاف من العبيد الذي يتقربون لله بطاعة اللصوص! نعم لا تتعجب كل شيء ممكن الحدوث في العراق, فالبلد مصاب بفايروس منذ الف عام ولم يصله اللقاح لحد الان.

قبل ايام نشرت منشور في صفحتي على الفيسبوك عن كتاب (البيان في تفسير القران) للمرجع الكبير الخوئي (رحمه الله), وهو من اهم التفاسير في القرن الاخير بشهادة المختصين, لكن في العراق الامور تختلف, فاذا بالعشرات يقومون بحظري! والبعض الاخر اتهمني بالعمالة لإيران, واخرين قالوا لي انك رجعي! اما الرعاع فلا يجيدون الا اطلاق الشتائم واللعنات بحق من يخالفهم.

ولا تتوقف الغرابة في العراق, فمع ان صدام كان ظالماً وجلادا للشعب, قتل الالاف, ودمر البلاد بحروب عبثية لم تخدم الا دول الاستكبار العالمي, والتي كان يدعي انه يحاربها, لكن كل افعاله كانت في خدمة اسياده في واشنطن وتل ابيب, لكن الغريب ان نجد الالاف من العراقيون يترحمون على الطاغية المقبور! ويصفوه بالحاكم القوي, كأن فيهم حنين لزمن الذل, بل يطلقون على زمنه بالزمن الجميل, مع انه كان زمناً للقبح الشديد.

واخرى من الغرائب العراقية وهي قيام مجموعة من "السفلة" بالتهجم على ضابط ومحاصرته ومحاولة دفعه لاستخدام سلاحه, كي يتم تصويره بهدف تسقيط المنظومة الامنية في العراق, ساحات التظاهر الحالية يتجمع فيها مجاميع كبيرة من سفلة الامة والمنحطين, ممن يتحركون حسب ارادات خبيثة, تحافظ على تجمعهم, لانهم يقدمون لها خدمات كبيرة.

اما اكثر الغرائب العراقية التي استوقفتني هو ادعاء اللاعب ضرغام اسماعيل انه الافضل عراقيا, مع ان عام 2019/2020 كان عام سلبي على المستوى الشخصي له, والكل اشار الى تراجع مستواه, لكن امر طبيعي ان نسمع هكذا تصريح في بلد الجنون والتناقضات.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك