المقالات

 إصبع على الجرح..اللقلق واللكلك واللوكية ...

1592 2020-08-19

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

طائر اللقلق من الطيور التي تكاد تنقرض في البيئة العراقية حيث كان يأتي الى العراق وقت الشتاء وقد كنّا نشاهده ونحن صغار يبني أعشاشه فوق برج الكنيسة او مأذنة المسجد او فوق المباني الخربة القديمة وكان البعض يربيه في بيته وهو طائر أبيض اللون جسمه أشبه بالبطة لكنه يقف على رجلين طويلتين  وله رقبة طويلة ومنقار طويل ﻭﻫﻮ ﻃﺎﺋﺮ جميل الشكل وﻣﺴﺎﻟﻢ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻤﺤب  ﻟﻠﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﺩ .

يقال ان احد اللقالق ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺑﺮﺝ الكنيسة المقابلة لجامع الخلفاء بمنطقة الشورجة ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻴﺒﻨﻲ ﻋﺸﻪ ﻓﻮﻗﻪ  ﻣﻤﺎ ﺳـﺒﺐ ﺍﺯﻋﺎﺟﺎً ﻣﺴﺘﺪﻳﻤﺎً ﻟﺸﻤﺎﺱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ المسؤول عن طرق النواقيس صبيحة كل يوم أحد  ﻓﺄﺷـﺘﻜﻰ ﺍﻣﺮﻩ ﻟﻠﻘـﺲ ﺇﺫ ﺇﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮﻉ ﻧﺎﻗﻮﺱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺶ ﻭﺍﻟﺬﺭﻕ (ﺍﻟﺬﺭﻭﻙ) ﺍﻟﻤﺘﻴﺒﺲ ﻓﺎﻭﺻﺎﻩ ﺍﻟﻘﺲ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺪ ﺟﻤﻞ ﻭﻳﻤﻠﺤﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺣﺴﻨﺔ ( ﻭﻟﺤﻢ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﻳﺴﺘﺤﺮﻡ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻛﻠﻪ )  ﻭﻳﻀﻊ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﻛﺎﺳﺔ ﺧﻤﺮ ﻣﻌﺘﻘﺔ  ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻠﻘﻠﻖ ﻛﺒﺪ ﺍﻟﺠﻤﻞ سيعطش ﻓﻴﻀﻄﺮ ﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻓﻴﺴﻜﺮ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺛﻘﻴﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ وقال القس للشماس عندما يسكر بإمكانك أن تصعد له فتمسكه وتذبحه وتشويه وتأكله.

 ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﺸـﻤﺎﺱ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ التي استلمها من القس الخبير  ﺑ(ﺤﺬﺍﻓﻴﺮﻫﺎ) وراقب اللقلق وهو يأكل من كبد الجمل ويشرب من الخمر حتى سكر وبدأ يترنح ومن ثم أخذته إغفاءة بسيطة  ﻓﺼﻌﺪ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻤﺎﺱ ﻭﺍﻣﺴﻜﻪ ﻣﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ بقوة وحرقة قلب وغضب وﺳﺤﺐ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ليذبحه وقال له بلهجته البغدادية (  ﻓﻬﻤﻨﻲ ﺍﻧﺖ ﻣﻦ ﻳﺎ ﻣﻠّﺔ .. ؟؟؟؟؟؟ ﻳﻬﻮﺩﻱ ..لعد  ﺃﺷـﻠﻮﻥ ﺗﺎﻛﻞ ﻟﺤﻢ ﺟﻤﻞ ؟؟؟  ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ ... !!!! لعد ﺃﺷـﻠﻮﻥ ﺍﺗﺬﺭﺭﻙ ﻋﻞ ﺍﻟﻨﺎﻗﻮﺱ ؟ ؟؟؟   ﻣﺴـﻠﻢ ... !!! لعد ﺃﺷـﻠﻮﻥ ﺗﺸـﺮﺏ ﻋﺮﻙ ؟؟؟؟؟ ) ثم ذبحه وشواه وأكله وإرتاح منه .

ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺍﻳﺎﻡ ﺯﻣﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﺳﻢ ( ﻟﻜﻠﻚ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ) حيث صار كلمة (لكلك) تدل على من لا يشبه قوله فعله ومتعدد الأقوال ومتغير الألوان وصار البغداديون منذ ذلك اليوم  يطلقون ﺻﻔﺔ ( ﺍﻟﻠﻜﻠﻜﻲ ) وجمعها (لوكيه) ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﺘﻠﻮﻥ ﻻ‌ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻊ ﻓﻌﻠﻪ. اليوم أختفت اللقالق عندنا وكثر اللوكيه والملگلگين حيث نجدهم حاضرين متحضرين جاهزين متجهزين واقفين متوقفين راقصين مترقصين مهاويل متهولين ورادحين وناهقين وناعقين  في ديوان كل وزارة وعند كل وزير وفي قصر كل رئاسة وعند كل رئيس وحول كل مسئول ومسعور . وهؤلاء لا يمكن تسكيرهم او مسكهم او ذبحهم او شويهم او أكلهم فهم (لوكية) محصنين متهيئين لكل زمان ومكان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك