المقالات

ما تركتك.. حسينيون ونبقى..

1786 2020-08-23

  أمل هاني الياسري||

(أول صور الاستعداد الروحي لعاشوراء، هو فتح عين البصيرة؛ لرؤية الحقائق الملكوتية الكربلائية، وجلاء هذه العين الرجوع الكامل للباريء عز وجل، وإزالة غبار الذنوب، وأتربة العيوب، وطين المعاصي، والاستغفار الحقيقي، والتوبة النصوح، فعندما تهب رياح محرم الحرام، يعلم الجميع بأن لا صوت مسموع، إلا صوت سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، ولا صبر إلا صبر العقيلة الحوراء زينب، ولهذا نبقى على قيد الحسين؛ لأنه الحياة بعينه). دماء الشهداء ترسم حدود الوطن، فكيف بكربلاء كعبة الصمود والأحرار، حيث سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين(عليه السلام)، الذي لم يمت عبثاً، وإنما قدم روحه وأهله لأجل الإصلاح، وترك هدفاً سامياً، ولأجله ما زال المجاهدون محافظين على الهدف، حين وضعوا الحسين في بداية الطريق، ووضعوا الإمام الحجة(عج) في آخر الطريق، فيدفعهم الإمام الشهيد من عمق التأريخ، ومن المستقبل يستدعيهم الإمام المهدي، وبمثل هذا الإستحضار والإستدعاء، لا يمكن لمجتمع أن يموت فهو حاضر متجدد.  كربلاء منحت الدين الإسلامي بقاء، وثباتاً، وصلابة ؛لأنها قادت عملية التغيير والإصلاح، اللذين تطلبا وجود قائد محنك يقود المعركة، مع عدد كاف من الأنصار، قدّم فيها الإمام الحسين (عليه السلام) أطروحة عالمية، لهذا الإصلاح في أمة جده (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، ولذا يقوم أجيال الحسين اليوم بالسير على خطاه، وتوارث القيم التي قاتل واستشهد لأجلها، فوطن ينادي بأعلى صوته:(لبيك يا حسين) مصيره النصر المؤزر. الحسين(عليه السلام) لا يمثل نداء عاطفياً، وإنما هو مسيرة حافلة بالاسرار الدينية والسياسية والإجتماعية الخالدة، لأن واقعة الطف ثورة إنسانية كبرى ضد الظالم، وليست تمرداً أو خروجاً على الحاكم، وستجد أن الحسينيين لا يتركون شعائرهم المقدسة، كونها حاضرة في وجودهم ومجتمعاتهم، ويطالبون دائما بالإصلاح في أوطانهم، فالحسين(عليه السلام) مشعل الإنسانية السمحاء، وحامل راية مشروع السماء، ولا يمكن فصل أحداث عاشوراء عن حاضرنا ومستقلبنا؛ لأنه لاعنوان أشرف من الوفاء للحسين، والذوبان في حب الحسين فوالله ما تركتُكَ.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك