المقالات

ليس لي..!

1544 2020-08-25

  د.حسين القاصد||
  ليس لي.. خذوه إن شئتم.. نعم يبدو عليه شيء  مني، ومنه تعرفون اسمي ولقبي وطيبتي ونزقي .. لكنه ليس لي.. هذه الأوجاع التي يبوح بها هي أوجاعي.. وهذا الصدق الذي ينزفه كان سببه طعنة سائبة.. لا يغركم أني أعتني به وأكفكف دموعه حين يبكي وأطبخ له الابتسامات الطازجة.. وأحمله معي دائما.. وأخفيه عن المتربصين وأخاف عليه.. لكنه ليس لي.  أشياء كثيرة ليست لي وأخاف وأبكي عليها دائما.. مثل هذا الذي يملك ذراعين من ماء ووجهاً أسمر الخسارات وجسداً محترقاً بالتمر.. ومع أني أموت عليه ومنه وله، لكنه ليس لي. مثل قميصي الذي وجدوا عليه - بعد موتي - قبلةً من فمٍ كذب، وحين قمت بالتحقيق مع ذاكرتي عن الحادثة كانت النتيجة أنه ليس لي، مع اني كنت الشخص الوحيد في تلك الحادثة وأحفظها عن ظهر  "شهوةٍ" ولذةٍ  ولنقلْ : عن ظهر حب أيضاً.. لا يهمني فهو ليس لي. مثل بيتي الذي كتبته على السبورة حين كنت اتلعثم الحرف.. دال، ألف، راء.. حين كبرت بنيته دمعة دمعة لكني لم أتمكن من لفظ حرفه الأخير.. ربما لأنه ليس لي. عانى من الراء كان الحب يزعجه  فأتقن الحرب راءاتٍ ليخذلني  لا يغركم ما ضربت من الأمثال.. الأمثال شيء من المناورة.. بل ضربٌ من الشتائم الناجية من العقاب لأنها "تضرب ولا تقاس" وتُعتَمد رغم عدم دقة قياسها.. قلت إني أعتني به كثيرا وعلى الرغم من أني أشاهده كل لحظة ، أجدني مضطرا لحمل صورته في محفظتي لأقدمها لمن يطلبها مني.. لو كان لي لما حملت صورته.. لا أدري إن كنت احبه أم لا.. فقد عرفته منذ دمعة أمي وابتسامة أبي، لكن الجميع عرفوه قبلي.. لذلك احتفظوا لي بصور قديمة له وقالوا : خذ هذه الصور لك.. أما هو فليس لي فلو كان لي لما عرفتموني ولا بقي يزعج من يعبث بغيابي ولا بقي يؤرق من يحبني.. مؤخراً صرت لا أعرفه بعد اختبائه خلف كمامة بسبب الوباء.. لم أشعر بالقلق عليه.. ربما لأنه صار ليس لكم أيضا !! وجهي ليس لي أبدا إنما هو طريقكم إليّ.. ترى كيف ستصلون إلى معرفة من يرتدي كمامتين! ربما يموت أحدهما بالوباء .  إنه الوحيد الذي لا تنفع معه الكثرة. يا لتعاسة وتفاهة وعذاب من له وجهان وكمامتان. وجهي ليس لي بل هو عيونك باتجاهي. ٢٤ / ٨ / ٢٠٢٠
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك