منهل عبد الأمير المرشدي||
كان احد السلاطين الطغاة مولعا بجمع الأموال التي يجنيها من فرض ضرائب كبيرة على التجار وابتزازهم وما يحصل عليه من نهب أموال السلطنة ولإنه كان لا يثق بأحد مهما كان قريبا او غريب وكل وزيرا للمالية يأتي به يكتشف انه فاسد وحرامي . فجاء برجل أصم وأبكم ليجعله وزيرا للمالية وأمينا للخزينة والمحاسب الخاص لديه .
بعد مرور سنتين إكتشف السلطان إن هذا الوزير الأصم الأبكم كان يختلس من أمواله حتى وصل مجموع ما اختلسه مبلغ مئة مليون دولار , ولأن الوزير كان أصم وأبكم فيتم التواصل معه عن طريق لغة الإشارة فقط، حيث كان هذا السبب الأوحد لاختياره في هذا المنصب الحساس، فالمحاسب الأصم لن يسمع شيئاً ولا يستطيع البوح بسر او يتحدث لأحد عن كمية المال لذلك عندما قرر السلطان أن يواجهه بما اكتشفه عنه بعث على رجل خبيراً في لغة الإشارة وقال له قم بسؤاله أين المئة مليون دولار التي اختلسها .
سأله الخبير عن طريق لغة الإشارة فأجابه الوزير بذات اللغة أنه لا يعرف عن ماذا يتحدث وماذا يريد السلطان .
فأخبر الخبير السلطان بإن الرجل يقول بأنه لا يعرف عن ماذا تتحدث . غضب السلطان وأشهر مسدسه وألصقه بجبهة الوزير المحاسب وقال للخبير: اسأله مرة أخرى فسأله الخبير ثانية بلغة الإشارة وقال له سوف يقتلك إن لم تخبره عن مكان الأموال .
خاف الوزير الأصم الأبكم وارتبك واجاب بلغة الإشارة إن الأموال موجودة في حقيبة سوداء مدفونة خلف مستودع السجاد الموجود في القصر . صمت الخبير ولم يتحدث فسأله السلطان ماذا قال لك؟!
أجاب الخبير: أعذرني سيدي لا استطيع ان انقل اليك ما يقول .
فصاح به السلطان بغضب إخبرني بسرعة ماذا قال لك . قال الخبير : عذرا سيدي إنه يقول لا يمكن ان يخبرك بمكان الأموال التي اختلسها وهو لا يخاف منك لإنك جبان ولا تملك الشجاعة لإطلاق النار عليه! أشرأبت عيون السلطان وأطلق النار على الوزير فأرداه قتيلا وانتهى الأمر لصالح خبير لغة الإشارة! أخيرا وليس آخرا أموال العراق ومليارت النفط والمنافذ والضرائب ضاعت بين السلاطين وخبراء الإشارة والشعب صم بكم لا يعمهون وحسبنا الله ونعم الوكيل