وليد الطائي||
من أكثر السياسيين السنة الذين يعملون وفق رؤية تخريبية ممنهجة، وأكثرهم طائفيةً وحقدًا على التجربة الجديدة في العراق، المدعو ظافر العاني الذي كان من المخابرات الثقافية التي تعمل في الة النظام البائد وتجمل وجهه الكالح في الفضائيات العربية التي كانت تعمل على تنفيذ أجندة النظام المجرم وترجمة خطابه السياسي الفاشي. نعم، كان هذا العاني ناطقاً غير معلن بإسم نظام بغداد المجرم، وينبري للدفاع عنه في اي محفل يتواجد فيه. لكن الغريب ما ان سقط ذلك النظام الفاشستي حتى اندس العاني في صفوف النظام الجديد، طبعا برعاية أمريكية واضحة جدا، ومعروفة حيث أصرت السفارة الأمريكية على إدخال هذه الشخصيات كممثلين عن المجتمع السني في بغداد . وقد أبلى هؤلاء بلاءً غير حسن في التخريب وتدمير العملية السياسية وتسفيه خطابها ومحاولة نقضها من الداخل، بل ان العاني هذا كان بطل التحريض والدس والطائفية ابان فترة الصراع الطائفي في البلد إلى الحد الذي كان يوصف بأنه أحد المحرضين الدمويين الذين كان لهم دور غير مشرف في الاقتتال الأهلي.
بل اننا نتحدى العاني أو شخصية أخرى يمكن أن تدلنا على خطاب أو تصريح واحد لهذا العاني بشكل إيجابي أو فيه أشادة واحدة بأي جانب للدولة العراقية، بل ان الرجل كان ولم يزل كتلة من الأحقاد والعداء المدفوع بماض بعثي غير مشرف، فهو أفعى تقطر سما زعافاً ضد كل شيء في العراق الجديد . الى الحد الذي وقف فيه في ساحات الذل والهوان في التظاهرات التي مهدت لظهور داعش الإرهابي، وكان الاعلى صوتا في التحريض والكراهية والحقد على الشركاء في العملية السياسية. وما ان انتهت تلك التظاهرات المشبوهة بسقوط الموصل والمحافظات الغربية حتى عاد ليواصل مسيرة العداء للحشد الشعبي وقوات المتطوعين، فبعد أن تم تدمير الجيش العراقي، وجدوا انفسهم امام قوات شعبية أكثر ولاءً وعقيدةً للعراق، فتحول العداء إلى الحشد بكل فصائله، فمشروعهم الانقلابي اجهضه الحشد غير المتوقع الظهور؛ وغير المعادلات برمتها، فكيف يمكن أن يصمتوا عن هذا كله؟. اليوم يواصل الرجل تخرصاته مستغلا منصات التواصل الاجتماعي لبث خطابه المعادي بكل ما أوتي من قوة، فهو يغرد وهو ما ابعد ما يكون عن التغريد؛ ضد الحشد والجيش ويصف شركائه في العملية السياسية بأنهم جاؤوا على ظهر الدبابة الأمريكية وان الآوان ليرحلوا، وهو منطق خبيث فيه إشارات طائفية خبيثة، تستهدف مكوناً واحداً، ويبدو أن هذه العقدة الطائفية لديه أصبحت عقيدة راسخة لا يفهم غيرها، وسيبقى الرجل معادياً لكل من في العملية السياسية بما في ذلك رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ولن يتراجع خطوة عن خطابه المعادي هذا، لاسيما أن هذا الخطاب نجح في اختراق صفوف المحافظات الجنوبية التي باتت تعيش انقلابا فكريا ضد نفسها بسبب سياسات الاهمال والمعاناة وفشل السياسيين الشيعة في إيقاف مثل هذا الخطاب التحريضي المدلس.
والاً لماذا يسكت الشركاء عن هذه التجاوزات الخبيثة المتواصلة والتي تطعن بولائهم الوطني وعراقيتهم؟.