المقالات

الطريق الى شارع المتنبي


   اسعد عبدالله عبدعلي assad_assa@ymail.com   قررت صبيحة الجمعة الفائتة ان ازور شارع المتنبي, بعد قطعية طويلة بفعل وباء الكورونا, وكان طريقي من جهة وزارة الدفاع القديمة مرورا بساحة الميدان, حيث تتحول صباح الجمعة لسوق لبيع الحاجات القديمة والمستعملة مما رخص ثمنه, الحقيقة تستهويني الاسواق القديمة وتلك الحاجات النادرة, فبقيت اتجول بين الباعة, حتى وجدت عجوزا يبيع مجلات عربية عتيقة بربع (250 دينار), كانت اكثرها لا تهمني, لكن وجدت بينها عددا من مجلة التضامن يعود الى شهر ايار من عام 1990 قبل فضيحة غزو الكويت, يتحدث عن اعدام الجاسوس بوزفت والاقلام العربية كانت مسخرة للدفاع عن صدام. كان الاعلام العربي ينفخ في صدام ويدفع به حتى يقع في الفخ, ووقع في يوم الثاني من اب من عام 1990, ها العدد كشف لي نفاق اعلام الكتابة في الوطن العربي في تلك الفترة. وضعتها مباشرة في حقيبتي واشتريت معها 3 مجلات اخرى, ليصير الحساب (الف دينار), واكملت رحلتني نحو المتنبي.   • مقهى المدلل وازمة السكن جلست قليلا في مقهى المدلل للاستراحة وشرب الشاي, ويقع هذا المقهى عبر الشارع الفرعي من ساحة الميدان, حيث يتحول هذا الشارع الفرعي الى سوق لبيع الخواتم والاحجار السحرية واعمال العفاريت, حضر الشاي والماء البارد, وكان صوت فيروز (كيفك انت) ينساب بهدوء متناغم مع جمال تلك الساعات, كان بالقرب مني شاب ورجل مسن في حديث حول ازمة السكن, كان العجوز يتكلم بحرقة, والشاب يحاول ان يزرع الامل, لكن من الصعب زرع زهرة في صحراء, حيث كان العجوز يتكلم عن حلمه منذ شبابه بان يكون له بيت ملك صغير, لكن هذا الحلم بقي عصي عن التحقق بسبب نظام صدام وما جلبه على العراق من مصائب, ثم حكم اللصوص الذين بددوا ثروات البلد. من حق كل انسان في رقبة الاحزاب والحكومات ان يكون له بيت ملك للسكن, هذا الحق اغتصبته الاحزاب والحكومات, مما تسبب بحزن والالم كبيرة لفئة كبيرة جدا داخل المجتمع العراقي.  خرجت من مقهى المدلل وانا حزين على العراقيين, الذين ذهبت اعمارهم متنقلين في بيوت الايجار, بسبب ظلم الطبقة الحاكمة على مر الزمان.   • مقهى حنش والفوضى جلست انا وصديقي الكاتب احمد في مقهى حنش, الواقع في شارع المتنبي قبل امتار من مقهى الشابندر, وهو مكان مهم لتجمع الكتاب والنخب والمثقفين, ينشط فقط في يوم الجمعة, اما باقي الايام فمجرد باحة لبناية, الحقيقة تفاجئت بفوضوية المكان وانتشار الاوساخ في ارجاء المكان, مع حضور بعض القنوات الفضائية التي تلتقي بالمثقفين, هكذا مكان يجب ان يكون نظيفاً ومرتبا بشكل حضاري يتناسب مع رواده, مع اهمية تقديم خدمة نظيفة, فالشاي الذي يقدم غير خاضع لشروط السلامة, ولم يتم تنظيم الكراسي حسب نظام التباعد! بل كان المكان بيئة جيدة لتبادل العدوى والامراض. نتمنى ان يتم الالتفات لهذه القضايا في الجمع القادمة, حفاظا على ارواح المثقفين والكتاب والنخب, وان يتم تطوير المكان.     • الباب مغلق حتى اشعار اخر اتجهنا انا وصديقي الكاتب احمد نحو المركز الثقافي فوجدناه مغلق, ثم ذهبنا نحو القشلة فكان بابها ايضا مغلق, وهذا المكان هو المتنفس الثقافي الوحيد لأهل بغداد, لا اعلم لماذا استمرار الاغلاق مع ان المولات والاسواق مفتوحة الابواب, لم يبقى امامنا الا المغادرة بعد ارتفاع درجات الحرارة وغياب اي فعالية ثقافية, عدنا مسرعين نحو الميدان, لنفترق على امل العودة في جمعة قريبة, عسى ان تكون عندها الابواب مفتوحة للجميع.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك