المقالات

فن الصدمة والإدهاش في صناعة الرموز 

2471 2020-09-08

  محمد حمزة وناس||   وانت تستمع لقصيدة شاعر لم تسمع باسمه سابقا في ابياتها مضامين لم تعهدها سابقا تخاطب المكنون في روحك او ما يجول في خاطرك من هواجس تخشى تحريكها . فترضي الكلمات والمغزى غرور نفسك , او تضع لك نقاط بداية جديدة لما يعالجه ضميرك من جدليات بين المبادئ و الواقع .. كل هذا يسمى الادهاش ……..!!!!!!!!! وأنت تستمع لحديث من مصدر موثق عن رمز رسمت له في خيالك موقع سامي وبرج من العظمة , معززا حديثه بادله ووقائع معينه يجعلك تغير رايك او قناعاتك بهذا الشخص او حتى في نظرية ما فهذا يسمى الصدمة …………!!!!!!!!!!!! فن الادهاش . لعبة اكتشفتها السينما العالمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وأجادت استخدامها بشكل منقطع النظير في صناعة رموز وشخصيات كثيرة كان لها تاثير كبير في واقع الانسانية سلبا او ايجاب . ولغاية اليوم ما زالت هذه اللعبة تأتي ثمارها بشكل كبير في فن السينما . وتحقق نجاحات عملاقة . فن الصدمة …. بعد نجاح الادهاش في السينما استثمر الاعلام وخصوصا القنوات الخبرية والناقلة للحدث اليومي ( قنوات الاخبار ) استثمروا هذا النجاح بشكل معكوس لإنتاج فن الصدمة حتى وصل الامر لإنشاء صحف وقنوات تلفزيونية همها الاول نقل الفضائح ( الصحف الصفراء ,, او الاعلام الاصفر ) وخلق صدمات لدى المتلقي بأسلوب مدهش . فن الصدمة والإدهاش استثمرا كثيرا في صناعة رموز وزرعها في مخيلتنا . وتحويل انظار البسطاء نحو اهداف معينه .. فكل مؤسسة تريد الترويج لفكرة معينة تقوم في البداية وبشكل تدريجي بإسقاط البديهيات السابقة في عقولنا عن طريق الصدمات الخفيفة ثم تتوالى الصدمات لتنتهي بالضربة القاضية . في الجانب الاخر تخلق جو من الدهشة لما تريد تسويقه لخلق بديل في نفس المتلقي . فهذا غاندي والذي اعتبر …(ومازال يعتبر) رمزا للكفاح السلمي ضد الظلم . في واقعه واحد من اكبر الشخصيات التي مرت على التاريخ عنصرية وأكثرهم تميزا وقد قتله الهندوس لتطرفه . ومن يعرف بطبقة المدنسين ( اكثر من 50 مليون انسان ) في الهند يكتشف ان غاندي اكثر من وقف ضد هذه الطبقه ومنعها حتى من التصويت . وهذا مانديلا رمز الكفاح ضد العنصرية والذي تحدى السجن لمدة 29 عام . وزوجته تقاتل بكل شراسة على كل المحاور في سبيل ايصال صوت زوجها الى العالم . وقد نجحت في خلق اسطورة مانديلا . فكان جزاءها ان طلقها بعد خروجه من السجن مباشرة . حتى جيفارا ابيح له ما انكر على غيره فالرجل ارجنتيني قاتل في كوبا واصبح وزير للاقتصاد في كوبا الشيوعية ويعامل اليوم كرمز عظيم من رموز التحرر والثورة ضد الظلم وصوره على قمصان الشباب مدعي المدنية والتحرر والفكر الثوري بينما يعيبون على الجنرال قاسم سليماني وقوفه مع العراق وسوريا في حربهما ضد الارهاب وبطلب رسمي. ما استخدم في ابراز صورة جيفارا . وخلق هالة من الادهاش حوله . استخدم في تسقيط الجنرال سليماني وخلق حاله من الصدمة في التعاطي مع هذه الشخصية . كل هؤلاء وغيرهم من الرموز الذين خلقهم الاعلام وخلق حولهم هالة من الادهاش وصنع منهم نماذج لنقدسها وندافع عنها بكل ما اوتينا من قوة بلا وعي هم في الحقيقة صناعة الاعلام المدهش . بل تطور الموضوع ليقدم لنا الاعلام بعض من الممثلين ولاعبي الكرة كرموز انسانية عملاقه يقلدها الشباب في كل شي نحن اليوم نعيش في عالم من التكنلوجيا اساسه الانترنت والتواصل الاجتماعي بكل مواقعه . ونعيش تحت تأثير الصدمة والإدهاش بشكل لا سابق له على طول التاريخ البشري . فكل ما أمنا به خلال حياتنا الماضية تحت تأثير الادهاش فقدناه سريعا تحت تأثير الصدمة , حتى اصبحنا فاقدين للثقة بكل شي قبل ان نكتشف ما هو .كل ما حولنا يعيش في فلك الاكاذيب والتصنع الخبيث لأجل الفوز بعواطف الناس والهيمنة في ما بعد على مقدراتهم ورقابهم .. العاملون في الساحة الاعلامية العربية والعراقية خصوصا ( سياسيا واقتصاديا واجتماعا ), يحالون تقليد ما عايشه العالم الغربي قبل خمس او اربع عقود من الان في استخدام هذا الفن . وغير مدركين ان العوام والبسطاء قد ادركوا اللعبة وفهموا المغزى حتى وان لم يطلعوا على قواعدها او كيف تدار . فقدوا الثقة بكل ما يخرج من المتصدين للساحة بشكل مطلق , ليصبح اي طرح عقلاني او ذو هدف نبيل قابل للتسقيط متى ما اراد العدو.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك